أصدرت دار الهلال أخيراً كتاباً عنوانه (على فراش الموت) من تأليف الأستاذ طاهر الطناحي. وهو كتاب محكم الوضع طريف الموضوع مختلف الجني بين اللذة والفائدة والعبرة، وقد أهداه إلى الأستاذ أمين الخولي فكتب إليه هذا الكتاب:
إلى الأديب الكبير الأستاذ طاهر الطناحي. . .
تحية وسلام. وبعد فقد تلقيت كتابكم عن اللحظات الأخيرة وأثر فيّ تناولكم الدقيق لتلك اللحظات من اليقظة التي تتكشف فيها النفس عن جوهرها السماوي، وتستقبل الحياة الثانية بصفاء كدرته طوال تلك الحياة الدنيا أوهامها وأخاديعها
نظرت فيما دونت من حال العظماء في تلك الدقائق الرهيبة، آخر عهدهم بالدنيا وأول عهدهم بالآخرة، فتجسم لي قول من سلف: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. وشعرت أن من كمال الترجمة لعظماء العالم أن تعرض لنا حياتهم في تلك الأويقات الختامية؛ وكأنما (فراش الموت) بساط ساحر لا ينتهي مداه، فهل أقول لك: ابسط منه ما استطعت وحدث الناس في أجزاء أخرى عن تلك اللحظات على باب الأبدية، وعتبة الحياة الثانية، واكشف من نفوس المعدودين ما لا ينكشف إلا في تلك البرهة الدقيقة الجليلة؟
إن الموضوع رائع رهيب؛ وقد بدت تلك الروعة والرهبة في تناوله. وفي لمحات قصيرة نظرت فيها إلى هذا المؤلف غمرتني تلك الروعة والرهبة، وشعرت فيما شعرت به حين كتبت فصلك عن (الحب والموت) على ما أظن. . . مزيج من الخشية والتسامي إلى عوالم اللانهاية