والتعبيرات التي تلائمه إذ أنها تختلف كل الاختلاف عما عداها.
ولم تعرف بعد طرق التعبير التي تجعل من المذياع آلة صالحة لنشر الثقافة والتعليم، ولكن من الممكن أن يقال إذا كان التعليم العام والخاص والثقافة هي الطرق المؤدية إلى الديمقراطية، ولا نقول الديمقراطية المعروفة فحسب، ولكن الديمقراطية التي يتطلع إليها العالم في المستقبل: فمن المستطاع أن يكون للمذياع أكبر فضل في بناء صرحها وإعلاء كلمتها.
إن الدكتاتورية تعتمد على نشر الدعاية بين الجماهير، والديمقراطية تعتمد على ذكاء الفرد ومقدرته الخاصة على فهم الأمور والحكم عليها. والمذياع هو ذلك الصوت الذي يرتفع من جانب الحجرة، لا ليجبره على اعتناق فكرة دون الأخرى، ولكن ليفتح ذهنه لمختلف الآراء، ليحكم عليها بنفسه، ويختار ما يلائمه منها.
الخرافة وأثرها في حياة العالم - عن محاضرة للورد
بونسونبي
كل إنسان في هذه الحياة عرضة للخرافات والأوهام تلعب دورها معه. ولا غرابة في ذلك فمنذ خرج من عالم الحيوان نظر إلى ما حوله فنسب كل ما لا يستطيع فهمه إلى قوة خفية خارقة. ويقال أن الإنسان ما زال على فطرته الأولى فهو يتعلق بالخيالات ويتعشق الأوهام
ويبدو هذا صحيحاً إذا اعتبرنا ما يسود العالم من الخرافات الآن. وقد اعتمدت الدعاية في العصر الحديث على خداع الإنسان بمختلف الوسائل، ولم يخطئها النجاح إذ أن الإنسان بطبيعته ميال عن الحق
وما زلنا نرى بين الناس من يعتقدون بالحسد ومن يعتقدون بفكرة الجن والعفاريت. وقد رأيت في الفلاحين من يتشاءمون من زراعة بعض النباتات. ويتشاءم كثير من الناس بكسر المرآة أو بالمشي تحت السلم أو بجلوس ثلاثة عشر على المائدة. وقد أصيب طفلي مرة بسعال ديكي مما يعتري الأطفال عادة، وقد حاولت عجوز أن تشفيه من هذا المرض، فأحضرت ثلاث شعرات من ذيل أتان وخاطتها في كيس ثم ربطتها في عنق الطفل ومن حسن الحظ أنه شفى بعد ذلك