صفعة قوية تثيب إليه رشده. . .
وجعلت ترنو إليه، وهو منهمك يبحث عن الكتاب، وكان مرتدياً منامةً حريرية تتموج على جوانب جسمه الرياضي البديع، الذي يحسده عليه أجمل كواكب (السينما). . .
وأطالت النظر إلى ساعديه القويين، فاختلج جسمها بهزة كهربية. . .
لقد أنبها أخيراً لأمور تتعلق بسلوكها. . . أتكون الغيرة قد بدأت تتسلل إلى قلبه؟!
هو قليل التحدث معها، ولكنه كثير التفكير والسهوم. وهل تنسى يوم سارقها النظر، فتضرج وجهها؛ فغضب لافتضاح أمره، ونهرها بشدة؟!
ما أشد كبرياءه! ولكنها ستهزم اليوم هذه الكبرياء هزيمة ساحقة. . .
سيجثو تحت قدميها، ويقول لها: (كم أحبك. . . كم أحبك يا عصفورتي الصغيرة!. . . فتجيبه، وهي مهتاجة: (دعني أخرج!. . افتح لي الباب. . .) ثم يمسك بيديها، ويغمرها بقبلاته وهو يكرر: (ارحميني!. . . ارحميني!. . .)
وأخيراً رفع رأسه عن كومة الكتب، ثم التفت إليها، فرآها تبتسم له، فأجابها بابتسامة سانحة!
تلك هي العاصفة توشك أن تهب، فلتستعد لها. . .
إنها لم تره على هذه الوسامة قط. . .
أتراه يفكر في حملها بين ذراعيه، ثم يقفز بها من النافذة إلى الحديقة، ثم يظل يعدو بها. قد يعقد الذعر لسانها، فلا تستغيث ولا تتحرك. . . فلا يفتأ يجري ويجري. . . فإذا ما امتلكت نفسها، واستعادت شجاعتها، وأرادت أن تصيح، أسكتها بقبلة طويلة!
لم يعد يبحث عن الكتاب، إنه في تفكير شارد مضطرب. يُعد برنامج الهجوم. . . أفلا تتقدم إليه من فورها، وتباغته بقولها:
لقد كشفت عن خططك. . . سأفسدها عليك. . . افتح الباب، ودعني أخرج. . .)؟!
والتفت إليها في هذه اللحظة، ثم رأته يدنو منها. . .
يا لله! ما أشد خفقان قلبها!. . . إنها تسبل جفنيها. . .!
وسمعته يقول:
هذا هو الكتاب.