التسمية، وقد عالج مسألة كالتي عالجها الوالي الروماني على نحو كالذي انتحاه ذلك السلف القديم، فهو من ثم بيلاطس حديث!
وبيلاطس باشا هو اسم الرواية التي تقص لنا نبأه مع مسيحه عيسى بن النجار، وتشرح لنا من أحوال السودان الأعلى ما يغني عن مطولات في السياحة والتاريخ، وتتمثل لنا بقلم مؤلفها ميكائيل فوسيت صحيحة من وثائق الاستعمار البريطاني في القارة الأفريقية
أول فائدة تستفاد من قراءة هذه الرواية أن يأتي عليها القارئ الذي له معرفة يسيرة بأهل السودان فلا يلبث أن يقول: نعم! هذا يحصل!
ثم يرجع إلى تاريخ السيد المسيح فيرى من الموافقة والمخالفة ما يدله على الجائز وغير الجائز من ذلك التاريخ، ويقول على بصيرة: نعم هذا محتمل الحصول، وهذا لا يقع في الاحتمال
ولا ريب عندنا في أن المؤلف قد جهد بعض الجهد لتقريب الموافقة والمشابهة بين التاريخين
فاسم المهدي السوداني الذي تحدث عنه (عيسى)، واسم أمه (مريم)، واسم الخاطئة التي صبت على رأسه الطيب مريم المغربية، وصناعة الرجل الذي دل عليه الصرافة، وكراماته أو الكرامات المنسوبة إليه شبيهة بمعجزات السيد المسيح، والحوار بينه وبين المدير بريدج كالحوار بين المسيح عليه السلام وبيلاطس، ولأسباب التي أثارت الجمهرة ورجال الدين على مهدي السودان الأعلى هي الأسباب التي أثارت الجمهرة والأحبار على رسول الناصرة، والموعد يوم عيد، وكل شيء متفق متقارب حتى رجاء الشعب من الحاكم أن يطلق لهم نخاساً سفاكاً للدماء كعادته في العفو عن بعض المسجونين في أيام الأعياد
ولكن العجيب من أمر الرواية أن من يجهل تاريخ المسيحية يقرأها فلا يستغربها ولا يشعر بجهد المؤلف في ذلك التقريب والتوفيق لأنها إذا حصلت فأغلب الظن أن تحصل هكذا بغير اختلاف كبير
وقد سمعنا نحن بأنباء مهديين متعددين ظهروا في تلك الأقاليم، وسمعنا عن واحد منهم أباح بعض المحرمات ورفع بعض التكاليف، واحتج لذلك بما شاء من التعلات والتأويلات. ويخيل إلينا أنه هو هذا الذي عناه صاحب الرواية لقربه من مكانها، وقربه كذلك من