للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فثمة يدري كيف يذهب الإصلاح الفرنسي إلى أبعد مما يظن. وله أن يقرأ أيضاً - ليحكم معرفة المصطلح لهذا العهد مثلاً - كتابين للفيلسوف برجسون وهما ' (الباب الثاني) ثم كتاباً للعالم بوانكاريه (الفصل الأول من الباب الثالث

وإذا أراد الأستاذ أدهم أن يعرف ما تحت مصطلح قبل هذا العهد فعليه ببعض ما كتبه خاصةً في (نقد العقل الصرف) ثم شوبنهاور

هذا من جهة المصطلحات الفلسفية، وأما من جهة المواضعات العربية فما ضر الأستاذ أدهم لو راجع معجمات اللغة ونظر في دواوينها قبل أن يكتب في نقد (مباحث عربية) (الرسالة، العدد ٣١١ ص١٢٢٩): (ثم عندك قول الكاتب (يعنيني) إن للفظة الشرف مفادات متجاورة تارة، متباينة أخرى). ثم يزيد: (ففي هذا التعبير لفظة المتجاور تفيد إفرنجياَّ معنى والقصور واضح في التعبير العربي (كذا!) فضلاً عن أن التعبير غير مستقيم من جهة البناء اللغوي (كذا!) ولكي تتسق مفادات العبارة لا بد من إبدال لفظة: المتجاورة من الجملة بالمتشابهة لأنها أدل على المعنى وأكثر اتساقاً في الجملة)

على أني لا أحب أن أسأل الأستاذ أدهم كيف يناقشنا في لغتنا وهو لا يزال يأخذها عنا، كما اعترف بذلك في خاتمة مقاله المنشور في العدد الماضي. إن كل ما أبتغيه أن أرشده إلى كتب اللغة العربية ليتبين أن معنى لفظة تؤديه في العربية الفصحى لفظة (المترادف) (وما هذه اللفظة عنيت في جملتي المذكورة قبل). وأعلم أن كلمة في الإفرنجية هي الألفاظ المفردة الدالة على معنى واحد (أو متقارب). وإلى الأستاذ أدهم (مثلاً) فصلاً قريب المنال في (المزهر) للسيوطي (النوع السابع والعشرون)

العلم في مصر أمسى شيئاً مقدساً له سدنته وله حراسه. فكيف يأخذنا القول بالظن والكلام المتحدي والجدال المتحكم والتظاهر بالتثبيت والدراية؟. . .

فالرؤية الروَّية عند الإقبال على الاشتغال بالعلم أو على نقد من توفر عليه. والنقد أمر لا ثمرة فيه إذا حاد عن خدمة العلم وحده. والنقد للعلم مصباح على أن يكون الزيت لا دخل فيه!

بقى أن أودع القارئ، وأنا راحل إلى أوربة بعد أربعة أيام. وإني لشاكر له صبره، فقد أطلت الكتابة في سبيل (وضع الشيء موضعه). ورجائي منه أن يتحقق ما جاء في هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>