وكنت حديث عهد بالضرائب ولجاج الموازنة بين الموارد والمصروفات
ويشاء الحلم أن يستقرب في هذه المرة فيسنح لي خاطر كأسرع ما يكون وأقرب ما يكون:
ما للدولة لا تشارك الجميل في نعمة جماله كما تشارك الغني في نعمة ثرائه والصانع في نعمة ذكائه أو عضلاته!
كل نعمة فللدولة منها حصة. فما بال الجمال لا يحسب من النعم عند مصلحة الضرائب الأميرية؟ أو ما باله يحسب من النعم ولا يدخل في الحساب؟
علم الله لو فرضت ضريبة الجمال لجمعت الدولة الملايين واستراحت من المحصلين، لأن أصحاب الضريبة يؤدونها عن يد وهم شاكرون، ويشكون إن قل نصيبهم منها. . . ويحمدون الله أن خرجوا بها مثقلين مرهقين
وخطر لي قلم المراجعة والمظالم وما يتوالى عليه من الشكايات والمراجعات
أفلانة تطالبها الدولة بألف جنيه ضريبة جمال ولا تطالبني أنا بأكثر من بضع مئات؟ من هو هذا الأعمى الذي ترتضيه الحكومة عاملاً لها في لجنة التقدير؟ ومن هي هذه (الضعيفة الذليلة) التي تذعن لهذا الحيف وتصبر على هذا الظلم المبين؟
وخطر لي ما قبل الشكاية وقبل الرجوع إلى لجنة المراجعة
خطر لي الزوج المسكين وهو داخل على الزوجة العابسة المتحفزة للشجار: تشاجره هو لأنها لا تجد بين يديها الموظف (الأعمى) الذي ظلمها بذلك النصيب من الضريبة، ولا تأمن العقبى من (التعدي في أثناء تأدية الوظيفة) والإصرار على تطفيف ذلك النصيب المنزور
- ما بالك يا عزيزتي مهمومة البال؟
- مالي أنا؟ بل قل مالك أنت بين الأزواج؟ قل مالك أنت بين الرجال؟ قل مالك أنت بين خلق الله؟
- أنا؟ وما خطبي يرحمك الله يا أمة الله؟
- نعم أنت!. . . أنت دون غيرك!. . . أنظر إليّ! افتح عينيك في وجهي. افتحهما جيداً وقل لي: هل أنا دون فلانة في الحسن والرشاقة والفتنة والأناقة؟ هل أنا دميمة ذميمة أم هي خيبتي فيك - وا حسرتاه - هي التي خيبتني بين النساء؟