ثابت. وبعد برهة انكسر قالب الأسمنت وفي الوقت نفسه هبط ثقل الرصاص على يد معدنية وقفت تساقط كرات الرصاص في الوعاء. فلما وزن الوعاء ومحتوياته قال:(البوصة المكعبة من هذا المخلوط تتحمل شداً قدره ٦٢٠ رطلاً)
وأثبت في جدول أمامه رقم القالب وقوة مقاومته فلاحظت أنه القالب السادس فأوضح ذلك قائلاً: إننا نتبع في اختباراتنا عدة تجارب من نفس النوع وعلى نفس المادة ثم نأخذ متوسط النتائج، فلا يخفى عليك ما ليد الصانع من تأثير على متانة البناء. بل يمكنك أن تلاحظ اختلاف الصناعة من هذه العينات الست التي قام بها عامل واحد وهي مخلوطة من مادة واحدة، فأنت ترى أنها تختلف بين ٥٣٠ رطلاً و٦٢٠ رطلاً. ويرجع هذا الاختلاف إلى عنايته ببعض النماذج ثم قلة هذه العناية في غيرها بسبب تعب يده أو سرعته. ولكن في البلاد التي تقوم بعملية صب العينات آلات حركاتها منتظمة تظهر النتائج للعينات المتماثلة ثابتة
معمل الأمة والحكومة
ومصلحة الكيمياء في مقرها الجديد بشارع الملكة نازلي معمل أبحاث يختبر كل المواد من حيث مدى صلاحيتها للعمل، كما يقرر المواصفات التي يجب توفرها في تلك المواد حتى تكون متينة التركيب فتتحمل الاستعمال مدة طويلة. وكذلك يجب أن تكون رخيصة حرصاً على أموال الحكومة. ففي معمل القاهرة (للمصلحة معامل أخرى في الإسكندرية) تختبر جميع مواد المناقصات ويوضع الحد الأدنى لقبول متانة المواد. فإذا أرادت إحدى المصالح أن تعلن عن مناقصة وضعت المبادئ المطلوبة ثم تركت لمصلحة الكيمياء مهمة بحثها وقبول العطاءات التي يتوافر فيها الرخص والمتانة معاً. فهذه المصلحة هي في الواقع معمل الدولة وقريباً تصبح معمل الأمة أيضاً. إذ أن التوسع الحديث في مبانيها أتاح لموظفيها أن يزيدوا ميدان عملهم فسمح للجمهور أن يطلب إلى المصلحة اختبار المواد التي يريدها بأجر زهيد
والعمل الأساسي لهذا المعمل هو اختبار المواد والمنتجات في أي شكل من أشكالها وتعيين مدى صلاحيتها وتركيبها الكيميائي. وهي بهذا تراقب بطريق غير مباشر تنفيذ عقود الحكومة مع مقاوليها في بناء عماراتها أو مورديها عندما يبيعون للحكومة أو لإحدى