نفسها، ولكن من ناحية لينة لا يعسر هضمها على ذهن من الأذهان. فنقول: هل تستطيع المرأة أن تلد طفلها نفسه مرتين؟! وسيجزع المستغربون حين يروننا قد قلبنا مسألتنا هذا القلب، وسيستطيع واحد منهم إذا أعانه الله أن يطبق فمه الذي انفتح لتتفجر منه الدهشة منزاحة عن صدره، وسيفتح فمه بعد ذلك ليسيل منه سؤال من أسئلة المستغربين فيقول: وما للولادة والفن؟ وما أطيب عندنا من رد لهفته إذ نقول إن الإنتاج الفني ليس شيئاً غير النسل الروحي كما أن الولادة إنجاب حيواني. . . وكما أن الولادة لا تكون إلا باتحاد عنصري الجنس المختلفين وهما الذكر والأنثى، فإن الإنتاج الفني لا يكون إلا باتحاد عنصري الجنس الفني وهما نفس الفنان والحياة نفسها. وكما أن الولادة لا تحدث إلا بعد وقت يقضيه الجنين في بطن أمه، فإن الإنتاج الفني لا يحدث إلا بعد وقت يقضيه الجنين الفني في نفس الفنان، وكما أن الولادة إذا حدثت قبل أن يكتمل تخليق الجنين في بطن أمه لم تكن إلا إجهاضاً، ولم يكن الوليد إلا سقطاً ناقصاً مشوهاً مضطرباً، فإن الإنتاج الفني إذا حدث قبل أن يكتمل تخليق الجنين الفني في نفس الفنان لم يكن إلا إجهاضاً، ولم يكن الفن إلا سقطاً ناقصاً مشوهاً مضطرباً. وكما أن الطفل بعد ولادته قد يعيش وينمو برعاية أمه أولاً، وبقدرته على الحياة. ثانياً؛ وقد يموت لضعفه بعد قليل أو كثير، فإن الفن قد يعيش وينمو برعاية صاحبه أولاً، وبقدرته على الحياة ثانياً؛ وقد يموت لضعفه بعد قليل أو كثير. وكما أن المولود إذا نما وترعرع أنجب هو أيضاً مواليد ومواليد، فإذا مات خلد في أبنائه وأحفاده، فإن الفن إذا نما وترعرع أنجب هو أيضاً مواليد ومواليد، فإذا مات خلد في أبنائه وأحفاده. وكما أن هناك أمراضاً تناسلية تصيب الأجنة وتظهر في المواليد، فإن هناك أمراضاً روحية تنحرف بالفنون وتنفث فيها السموم؛ وكما أن هناك أمهات خبيثات النظر ينسلن لأزواجهن أبناء غيرهم، فإن هناك نفوساً فنية خبيثة النظر تذل لغير الروح ودواعيها، فتنسب للفن ما ليس من الفن وما يصرخ الفن بإنكاره صراخاً له آذان خاصة تسمعه. وكما أن في الأمهات مزواجات، فللواحدة منهن ولد من كل أب، ولكل ولد من أولادها شبه، فإن من الفنانين من يتنقلون بين الأحاسيس والفكر فيتشكل إنتاجهم ويتلون. وكما أن في الأمهات ذات عصمة وقناعة بالتجربة الواحدة، فلأفراد نسلها ملامح مميزة متشابهة، فإن من الفنانين من ينحصر اتجاههم إلى ناحية واحدة يضربون فيها بجُمّاع