اقتراح الصديق سديد مفيد. وسنعمل على تنفيذه بعون الله بعد شهور الصيف.
الروحيات والمعنويات في الإسلام
أستاذنا العزيز الزيات:
تحية وبعد فقد كتب أستاذنا الدكتور زكي مبارك في العدد (٣١٤) من (الرسالة) الغراء مشيراً إلى ما كتبنا إليه ذاكراً ما ذكرناه من إنّا نرى أن اللذات التي سينعم بها المؤمنون في الجنة لذات روحية، وأن اللذات التي ذكرها القرآن الكريم ليست كلها لذات حسية، وأن القرآن الكريم عندما ذكر النعيم المادي إنما ذكره كجزاء لما قدّم العباد من حسنات تتصل كلها بالروحانيات والمعنويات. فرأينا كلاماً أن أستاذنا أحمد أمين صادق كل الصدق في نظرته إلى أن القرآن كتاب روحانيات وكتاب معنويات، وأنه عند ذكره الأشياء المادية لا يريد بها لذات مادية، وأنه إن أراد بها أو ببعضها أشياء حسية إنما هي نتيجة اتباع لروحانيات، واتصال بمعنويات. هذا هو الرأي الذي يستقيم مع أصل النصوص ويستقيم مع الفكر الإسلامي السليم. وإلا لو أراد أستاذنا الدكتور زكي مبارك منا أن نفهم فهمه لأخذنا بالرأي المضحك السقيم الذي ذكره مثلاً ابن عابدين في الجزء الثالث من حاشية (المختار) الدر المختار ص٣١٥ فيما ذكره (من مطلب لا تكون اللواطة في الجنة من أنه قد قيل إنها سمعية فتوجد، وقيل يخلق الله تعالى طائفة نصفهم الأعلى كالذكور والأسفل كالإناث وأن الصحيح الأول. وفي البحر حرمتها أشد من الزنا لحرمتها عقلاً وشرعاً وطبعاً. . .). فلو أخذنا بالرأي الذي يقول به أستاذنا الدكتور لقلنا: إن المراد بالولدان أن يفهم ذكرهم هذا الفهم السقيم، وحاشا لله أن يكون كذلك. والأقرب إلى العقل أن يكون ذكر الولدان التمتع بالفكرة الروحية التي يبعثها الجمال الحسي، وإنه إن جاز إن نأخذ في ذكر الحور العين باللذة الحسية، فإنه لا يجوز أن يفهم هذا عن ذكر الولدان. على أن ما ذكره القرآن الكريم من حور عين ومن ولدان ولحم طير ورحيق وأباريق وفاكهة، لا يجوز بحال أن نفهم أن ذكرها يؤيد أن القرآن يعنى بالحسيات، أو أنه كتاب حسيات، لأنه كما قلت إنما عنايته موجهه للمعنويات وذكرها يراد به اللذات المعنوية. وإن أريد من بعضها أو من ذكر بعضها اللذات الحسية فعلى أنها تابعة للذات المعنوية ويراد من ذكرها تقوية معاني