للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موضعها من خطابه فختمه بها لكان خطابه ذلك من أحسن ما كتب. لكن شيطان المجون فيه أبى إلا أن يفسد عليه ذلك الجواب حين أوحى إليه أن يكتب فقرتين بعد ذلك قال في أخراهما خطاباً لله سبحانه: (اشغلني عنك يا رباه! بما سيكون في الجنة من أطايب النعيم)! فهل رؤى سوء أدب وسوء فهم للدين كالسوءين المتجسمين في دعاء زكي مبارك هذا؟ وهل يظن زكي مبارك أن أهل الجنة حين ينعمون فيها يشغلهم عن ربهم شاغل؟ إنهم لم يستحقوا ذلك النعيم إلا بأنهم لم ينسوا الله في الدنيا. فهل يظن هذا الماجن أنه سبحانه ألزمهم ذكره وعبادته في الدنيا ليأذن لهم في نسيانه والانشغال عنه في الآخرة؟

لو كان زكي مبارك يفقه في الدين شيئاً لعرف أن نعيم الجنة الحسي يصبح غير نعيم لو تجرد من رضوان الله أو شغل عن الله. ولو كان لدى زكي مبارك من روح الإسلام شيء ما اجترأ على الله في الخطاب هذا الاجتراء المتجسم في دعائه ذلك، ولأدرك أنه يأتي به كبيرة توشك إن لم يتب منها مخلصاً أن تكبه على وجهه حيث لا نعيم للبدن ولا اطمئنان للروح

محمد أحمد الغمراوي

كتاب في الدين الإسلامي

سيدي الأستاذ الجليل صاحب الرسالة

هنا في قلب الجزيرة السودانية حفنة طيبة من الشباب تربطهم بأسرة الرسالة رابطة الأدب والثقافة. وقد أصبح الفرد منهم يعرف أفراد هذه الأسرة الطيبة المباركة معرفة كلها تقدير وإعجاب

والأستاذ علي الطنطاوي من أولئك الشبان الذين نتخذهم قدوة حسنة لنا، ونرى في تتبع خطواتهم تحقيقاً لمثلنا العليا. والدافع لي إلى أن أكتب هذا هو ذلك المقال الممتع الذي قرأناه في العدد ٣١٤ من الرسالة، والذي يقترح فيه الأستاذ الفاضل تأليف كتاب في الدين الإسلامي على طريقة حديثة تكفل لنا الإلمام بتعاليم ديننا وتعيننا على تفهمه. والذي يهمنا هو أن يجد هذا الاقتراح كل عناية وتقدير من علمائنا وأدبائنا الأفاضل، ما دامت (الرسالة) الغراء قد فتحت لهم الباب على مصراعيه لبحث هذا الموضوع الديني القيم أملاً في تنفيذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>