(عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة: حكى عن أبقراط أنه أقبل بالتعليم على حدث من تلامذته، فعاتبه الشيوخ على تقديمه إياه عليهم. فقال: ألا تعلمون ما السبب في تقديمه عليكم؟ قالوا: لا، فقال لهم: ما أعجب ما في الدنيا؟ فقال أحدهم: السماء والأفلاك والكواكب. وقال آخر: الأرض وما فيها من الحيوانات والنبات. وقال آخر: الإنسان وتركيبه. ولم يزل كل واحد منهم يقول شيئاً وهو يقول: لا، فقال للصبي: ما أعجب ما في الدنيا؟ فقال: أيها الحكيم، إذا كان كل ما في الدنيا عجباً فلا عجب. فقال الحكيم: لأجل هذا قدمته لفطنته.
٤٩٠ - الآن صدقت
في (مفتاح دار السعادة) لابن الجوزي: حكي أن امرأة أتت منجما فأعطته درهماً، فاخذ طالعها وحكم وقال الطالع. فقالت: لم يكن شيء من ذلك. ثم أخذ الطالع وقال: يخبر بكذا. فأنكرته حتى قال: إنه ليدل على قطع من بيت المال.
فقالت: الآن صدقت، وهو الدرهم الذي دفعته إليك. . .
٤٩١ - وترسل في زروعهم إذا يبست
في (صبح الأعشى): كان قوم من هذه المملكة (المصرية) مرتبون بالقرب من بلاد التتار يتحيلون على إحراق زروعهم بان تمسك الثعالب ونحوها وتربط الخرق المغموسة في الزيت بأذناب تلك الثعالب وتوقد بالنار وترسل في زروعهم إذا يبست، فيأخذها الذعر من تلك النار المربوطة بأذنابها، فتذهب في الزروع أخذة يميناً وشمالاً، فما مرت بشيء إلا أحرقته، وتواصلت النار من بعضها إلى بعض فتحرق المزرعة عن آخرها. وهذا الأمر قد بطل حكمه من حين وقوع الصلح بين ملوك مصر وملوك التتار.
٤٩٢ - أرسطو، المتنبي
في (الرسالة الحاتمية): قال أرسطو: إن الحكيم تريه الحكمة أن فوق علمه علماً، فهو يتواضع لتلك الزيادة، والجاهل يظن أنه قد تناهى فيسقط بجهله فتمقته النفوس