أمامنا في ضعف المواد التي تدرس بها وعدم وصول طلابها إلى الدرجات العليا في التعليم
ولكننا إذا نظرنا إلى ماضيها المجدب وقسناه على تقدمها المحسوس نحو المدنية والرقي عرفنا كيف تأتي هذه الأمم بالمعجزات
إنني أجيل النظر حول العالم كما قدمت فأذكر الصين مثلاً وقد أنشئت فيها الجامعات وانتشرت في بلاد لا يكاد يسمع باسمها الإنسان. وإذا كانت اليابان قد دمرت بعضها في غزوها فإن تلك الجامعات تشاد في أماكن أخرى بعيدة عن أماكنها السابقة ولو أدى الأمر إلى بنائها وسط الكهوف والأحراج
وهكذا أصم أذني حينما أسمع كلمة الحرب وانتهاء المدنية. فهذا تشاؤم لا مبرر له ووهم لا أساس له من الحقيقة. إن المدنية تسير في طريقها. وهو على كل حال طريق ليس من السهل على القذائف والمدمرات أن تناله بسوء
الهند الطموح
(عن مقال للزعيم الهندي (جوهر لال نهرو))
إذا كانت الوطنية هي التي خلقت الأمم الأوربية منذ مائة سنة أو أكثر، وهي التي أقامت الدعائم للمدنية التي يكاد بناؤها أن ينهار في السنين الأخيرة، فمما لاشك فيه أن الوطنية هي القوة التي تحفز الأمم الشرقية التي تئن تحت نير الحكم الأجنبي للسعي وراء الحرية في هذه الأيام فألفت بين القلوب أبنائها وشدت من عزائمها وأطلقت روحها الحبيسة من عقالها، وتلك ناحية سامية في حياة تلك الأمم، تضيف نجاحاً جديداً إلى النجاح الذي نالته الحرية في تاريخ الإنسانية. ألا أنها على الرغم من ذلك لم تستطع الخروج بها عن تلك الدائرة الضيقة، إذ أن انشغال الأمم بالسعي وراء حريتها لا يترك لديها مجالاً للتفكير في شيء آخر، ولم تستثن الهند من هذه القاعدة. فالهند في كفاحها قد نسيت العالم برهة من الزمن ولم تفكر في غير شأنها. إلا أن القوة التي أحرزتها، والثقة التي أحياها النجاح في نفوس أبنائها، قد جعلتاها تفكر في دائرة أوسع وأعم
إن غزو اليابان لمنشوريا قد أوجد شيئاً من العطف على الصين، كما أن اغتصاب إيطاليا للحبشة قوبل باستياء شديد، كذلك المأساة التي حلت بوسط أوربا قد قابلها العالم بالأسف