للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإخراجها وتوزيع أدوراها وفق الأهواء والخواطر. أما كل هذا وغير هذا مما فعلته الفرقة القومية، أو أتاه أصحابها، فقد قضى على سمعتها، وهو وشيك أن يقضي على الفرقة نفسها القضاء الأخير.

ولا يتوهمن أحد أننا من أعداء الفرقة القومية إذ نحكم عليها هذا الحكم؛ فالحقيقة أننا من أنصارها والمتحمسين لها والداعين إليها، وما عداوتنا إلا النظام، أو قل الفوضى التي تسير عليها؛ وما نبغي إلا الإصلاح، ولا بغية لنا سوى هذا.

وكاتب هذه السطور بعيد عن التحيز كل البعد. وسيرى القراء أنه كما سيعطي فرقة رمسيس حقها من التمجيد ونصيبها من الفخار، كذلك سيخصها بنصيب من النقد اللاذع، لأنها كما نهضت بالمسرح، فإنها كذلك هبطت به إلى الحضيض. فحساب الجميع عندنا بالعدل المطلق، وهدفنا الأسمى المصلحة العامة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الذي كان، ومخافة ما سوف يكون

صناعة السينما في مصر

إن الجهود الفردية التي وجدت الشجاعة لديها لتمزق الحجاب عن ذلك الفن الرفيع في وقت كان فيه الفن السينمائي في مصر لغزاً غامضاً يراود أحلامنا في كل صباح وكل مساء - إن هذه الجهود الفردية التي أدت مهمتها وراحت ضحية جرأتها لتستحق منا اليوم كل تمجيد وثناء. إنها تشبه في كثير طلائع الجيوش التي تعرض صدورها لرصاص العدو وتكشف أجسادها لسهامه، فتروح ضحية جهلها وعدم خبرتها. . . بيد أن من يأتي بعدها لا يقع في أخطائها، ويعرف كيف يحمي نفسه ويعبر على أشلائها إلى النصر والمجد!. . .

فإذا كنا ندين اليوم لطلعت حرب باشا بهذه النهضة السينمائية الشاملة، فيجب أن نذكر أولئك الذين سقطوا في الميدان منذ أعوام فكانوا الشهداء، والذين ألهموا من أتى بعدهم وحفزوهم لنشدان الكمال وجعلوهم يرفعون عيونهم إلى أسمى الغايات. أما (أستوديو مصر) فقد أصبح بفضل طلعت حرب باشا يضارع أمثاله في أوربا وأمريكا، إذ فيه كل المعدات الحديثة، وفيه الرحابة وكمال الاستعداد ونخبة ممتازة من الفنيين الذين في استطاعتهم إخراج أية رواية من أي نوع. وقد دل إخراج (لاشين) التي نجحت إلى حد ما، أن في مقدور هذا الأستوديو أن يخرج روايات ممتازة ترضى أطماع أمثال سيسيل دي ميل. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>