حدثوه، وأغلب الظن أنهم لم يحدثوه بشيء، أو لعله آثر ألا يروي عن هؤلاء العلماء الألمان حتى يرى ماذا ستصنع ألمانيا في مشكلة دانزج)
فما نرى في مثل هذه العبارة ما يفيد الأدب أو التاريخ!
وقد ترجم أبو الفرج إلى الآن لشاعرين نراه خالف ما أتفق عليه الرأي في أحدهما، فمثلاً إذا جاء في القرن الخامس والعشرين من يريد أن يعرف زعيم المدرسة الحديثة في القرن العشرين لا يستطيع أن يعتمد على رأي الأستاذ، لأن المعروف والحق أن الذي فتح باب الحديث إنما هو (مطران) ومن خلفه (أبو شادي) أما ناجي فلم يكن له - فيما نعلم - تأثير بالغ في هذا الاتجاه. وقد يحجنا الأستاذ بأن هذا رأيه، فكان عليه - وقد خالف المشهور والمعروف - أن يعزز رأيه بالحجة والدليل
وكذلك نراه يقول عن صالح جودت (الموسيقار الكبير) وقد نفهم أنه يريد من ذلك السخرية ولكنا نرى أن في هذا مضلة لمن يأتي بعدنا
ومسألة رابعة أريد عنها جواباً. من المأخوذ بالرأي المتحدِّث أو المتحدَّث على لسانه؟ وبعبارة أوضح من نأخذ بما قال الأستاذ في امرئ القيس، الدكتور هيكل أم صاحب الأغاني؟
يقول الأستاذ على لسان هيكل:(وأني لأعجب من معلم اللغة العربية لا يقول لتلاميذه إن امرأ القيس وإن كان عبقرية فذة في فنه فإنه كان في آرائه وشعره نحو النساء كأي حمار في الطريق وإن غزله لا يختلف شيئاً عن النهيق؟) أهذا يقال؟!
والأستاذ النشار قد أجاد في ابتكار طريقة خاصة يدون بها التاريخ الأدبي لعصرنا الحاضر، فيها خفة وفيها ترويح عن نفوس القراء، ولكن ذلك قد يضطره إلى ما لا حاجة إليه كأن يقول:(واللحن لجوبلز على نغمة المترليوز)
وبعد، فرجائي إلى الأستاذ ألا يحوج الزمن إلى من يهذب (المنهج) كما أحوجه إلى من يهذب (الأغاني)
ودعوتي إلى الله أن ينسأ له في الأجل حتى يتم كتابه وحتى يتمتع قراء العربية بكتابته