ومما يرويه مستر برات على سبيل المثال أن (فون كلوك) كان يقود جيشاً ألمانياً في مساء ٢ من سبتمبر ١٩١٤، فأصدرت إليه تعليمات بالمذياع ليحول وجهته بعيداً عن باريس، متجهاً إلى جنوب شرقي فرنسا، فلم تصل إليه هذه الرسالة، ولكنها وصلت إلى الفرنسيين، حيث استطاعوا حل رموزها، وقد بادر الجنرال جوفر بتغيير الخطة التي كان قد وضعها، وتقدم الجيش الفرنسي من باريس إلى المارن حيث تم له النصر على الألمان
إن فن الشفرة على جانب عظيم من الخطورة، وله المكان الأول من اهتمام الدول وقت الحروب. فالنصر والوقيعة بالأعداء حيث تكون أسرار الكتابة في طي الكتمان، وفناء الأمم وضياع العروش والممالك، حيث تفشى هذه الأسرار
ستالين يفضل الاتجاه نحو آسيا
(عن مجلة (باريد))
لم توضح بالكلمات الخطة التي وضعها ستالين ورفقاؤه لروسيا إلى الآن. ولكنها قد تتبين بالحركات والأعمال. ونستطيع أن نحكم بناء على ما نراه من حركات ستالين، أنه يصور روسيا دائماً كإمبراطورية شرقية عظيمة، يبزغ نجمها من آسيا
وكثيراً ما يعتقد في نفسه أنه مبعوث لبناء إمبراطورية آسيوية كبيرة، تعيد الحياة إلى الأصقاع المهجورة في سبيريا، وأواسط آسيا؛ وقد سار بخطى واسعة لتحقيق أمله هذا في عشر السنوات الأخيرة
وقد يرى ستالين أنه مرسل لخلق جيل جديد من الشرقيين، يجمع بين العنصر الأسيوي والعنصر الأوربي على تخوم روسيا
وسياسة روسيا الخارجية كسياسة أميركا كلاهما مرتبط بمجرى الحوادث في أوربا وآسيا معاً. إلا أننا في الوقت الذي نرى فيه سياسة أميركا تتحول شيئاً فشيئاً على يد الرئيس روزفلت من الناحية الآسيوية إلى الناحية الأوربية، نرى مقاصد روسيا تتجه على النقيض: من الناحية الأوربية إلى الناحية الآسيوية
' ن نظرة واحدة إلى الحالة في أوربا تجعلنا نعذر ستالين في اتجاهه نحو آسيا، أو على الأقل اتجاهه إلى ذلك الجزء من آسيا الذي يقع على تخوم روسيا: إذ أن المساحة الشاسعة