ويجرنا الحديث عن اختيار الروايات، إلى الحديث عن لجنة القراءة التي تختار هذه الروايات، أو التي يقولون إنها تختارها.
منذ عامين تقدم الأستاذ حسين عفيف بروايته:(وحيد) إلى الفرقة القومية، وعرضت الرواية على لجنة القراءة فقبلتها وهنأت صاحبها، وقدرت إدارة الفرقة ثمنها وصرفته له.
ثم تبين بعد ذلك أن الرواية لم تعرض على قلم المراقبة بوزارة الداخلية، فأرسلت إليه فرفض إجازة تمثيلها، لأن فيها أموراً تخدش الشرف والعرف العام
ومن العجيب أن يكون هذا رأي موظف في الدرجة الثامنة أو السابعة، على حين أن في لجنة القراءة شيوخاً معممين وعلماء جهابذة، وزعماء في الأدب والفن والأخلاق، ومن العجيب أيضاً أن ينتصر رأي هذا الموظف ولا تمثل الرواية.
ولنا أن نتساءل إذن عن وقع هذه اللطمة على لجنة القراء؟ على أن هذه اللجنة تستأهل ما جرى لها. فقد ترجم بعضهم رواية (البيت المهدم) لأميل فابر، وعرضت على اللجنة فرفضتها. وترجم آخر الرواية بعينها، بيد أنه كان ماكراً خبيثاً فأبدل اسم جورج بمحمد، وغير اسم ماري بزينب؛ أما أسم الرواية فقد جعله (الأفاعي) وزعم إنها من تأليفه
وعرضت الرواية في نفس الوقت على اللجنة الموقرة، فقبلتها ودفعت لصاحبها الثمن، ولم تفطن إلى أن هذه من تلك!
فلما قُرأت الرواية على الممثلين عرفوها وقرعوا أجراس الفضيحة غير نادمين؟
وبعد فقد أدى إهمال اللجنة إلى الخسارة أكثر من مائة جنيه أو يزيد، وفي نفس الوقت كان دليلاً رائعاً على أنها لا تصلح للمهمة التي وكلت إليها! وهل بعد ذلك من دليل؟