للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تعرفه، ولا تشعر أنك في حياة ألفتها، بل أنت في دنيا غريبة وحياة غريبة، وبين أشخاص غرباء، وكأنهم خارجون من القبور، أو آتون من بعيد حيث الظلام الدامس يعم الأرجاء، والغموض والإبهام يلابس الأشياء. هم مخلوقات آدميون في الظاهر لكنهم ليسوا من أهل هذه الدنيا. لعلهم من سكان المريخ، ولعلهم من سكان غير المريخ من هذه العوالم التي تجري في نظامها الرائع مع أرضنا سيدة هذه العوالم بلا منازع.

فلم يكن غريباً أن يكون لهؤلاء الأشخاص أثر في الجمهور، ولم يكن غريباً أن يفتتن بهذه الرواية الناس، وأن يترنم بعضهم بألفاظها الغريبة في منتدياتهم، حتى في الطرقات كان البعض ينادي أمينة رزق وفتوح نشاطي بطلي الرواية بتلك اللهجة الغريبة التي تقرع الأسماع.

وكما أثرت الذبائح في عقول الجمهور، كذلك أثرت في عقول أصحاب المسرح وسادة النهضة فيه، وبدأ يوسف وهبي ينسج على منوالها، فكتب (الصحراء)، بيد أنه حاول إخفاء الحقيقة فكتبها بلغة عربية ليدخل في روع الناس أنه غير مقلد على حين أن كل شيء فيها قد نم عن تأثر صاحبها بالذبائح وأسلوبها ولهجتها وما فيها من بكاء وعويل.

(للكلام بقية)

ملاحظات

اختيار الروايات في الفرقة القومية

نعود إلى هذا الموضوع فنقول إن الرواية (محمد علي الكبير) التي قبلتها لجنة القراءة وقبض أصحابها ثمنها قد رفضها أفراد الفرقة لعيوب فنية وموضوعية لمسوها فيها، فالرواية عبارة عن عرض تافه لسيرة منشئ مصر الحديثة، وهو عرض غير جدير بذلك البطل الذي أظهره المؤلفان بمظهر السفاح الذي يجتذب إليه أعداءه ليغدر بهم، هذا إلى أنها من الوجهة المسرحية لا قيمة لها

وهنيئاً للمؤلفين ما قبضا من ثمن!

خطوة مباركة

علمنا من مصدر نثق به أن لجنة من الممثلين والمخرجين بالفرقة القومية قد عهد إليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>