خطواته في الحياة. يتيم، أخلص له، هو، جان نوروا، الأعزب الأناني.
لقد كان يذكر كيف تقبله عنده، وكيف أخذ يملأ قلبه وعقله من عقله وقلبه.
أجل، لم تكن جائزة جونكور التي نالها موريس في السنة الماضية إلا له هو، جان نوروا، ولولاه ما نالها. . .
ولكن ما كان أشد المأساة التي تبعت هذا النصر!
لقد علقت بموريس امرأة خطرة، فتأثر بها بشكل مزعج، بحيث أصبح من الضروري أن يتدخل جان نوروا، بقسوة في الأمر.
أين كانت ستقوده هذه المخلوقة بعد تبديد دراهمه القليلة؟ إلى الجنون؟ إلى السرقة؟ إلى الجريمة؟ ربما
لقد قال له وهو يعظه: (انتقل من هذا البلد. غيّر هذه الحياة. سافر دون أن تلتفت وراءك، وإلا فأنت هالك)
هه!. . . جملة التوراة بذاتها
وكانت تضطرب في يده إشارة تلغرافية من سَيْفون (الهند الصينية):
(ضجرت جداً. . . سأعود. . . أصدق عواطفي. . . موريس)
لقد غاظته هذه الإشارة حين تلقاها. النذل! وأخيراً، لا مناص من الحزم. لشدّ ما ساءه هذا
وهاهي ذي إشارة أخرى بين يديه:
(سَفْرة هانئة. . . سأكون في فرنسا قريباً. . . أعانقك)
وإذن ماذا؟
وكان جان نوروا يلتهم خبر الجريدة بنظراته. ما كان أروع هذه التفاصيل:
(بعد أن تعشى في المكان المذكور مع امرأة ذات هيئة غريبة، وبعد أن ذهبت صاحبته في الصباح الباكر، طلب الفتى غرفة خاصة وأخذ يحتسي فيها وحيداً أكواب الشمبانيا. وبعد نصف ساعة كانوا يخرجون به منها وقد اخترقت صدغه رصاصة. والبحوث الأولى تحمل على الظن بأن الفتى عائد من المستعمرات. ومع ذلك لم يتمكن من معرفة هويته)
وكان صوت خفي يصيح بجان نوروا: (ليس هناك أي شك، هذا الشاب المجنون هو موريس. . . موريس العزيز! وليس عليّ إلا أن أعدوا، لا أدري أين، للتعرف على جثته!)