للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

البحر. فكانت هذه المدينة المنفذ الوحيد لتلك المملكة العظيمة حتى سنة ١٩٢٨، وقد ازدادت الحركة بمينائها على أيدي البولونيين فوصلت إلى ثمانية مليونات طن سنة ١٩٣٠ بعد أن كانت لا تزيد على مليونين قبل الحرب. فقد أنفقت بولندا مائة مليون من الجنيهات لاحياء هذه الميناء. وأنشأت قاعدة هامة للملاحة والتجارة في (جيدنيا) على مقربة منها. ومن المعلوم أن ثلثي تجارة بولندا التي يقدر عدد سكانها بـ ٣٥٠٠٠٠٠٠ نفس تمر من تين الميناءين، وأسطول بولندا ليس له قاعدة غيرهما وتقع دانزج على مصب نهر الفستيولا ولهذا النهر صفة ممتازة في بولندا، فإذا ضمت دانزج إلى الرايخ أصبحت المواصلات الحيوية لبولندا تحت رحمة ألمانيا

فالفوهرر كما يظهر لا يريد أن يضم بلداً ألمانياً إلى الريخ، ولكنه يريد أن يعزل بولندا عن البلطيق، ويطوقها من البحر والبر حتى تضطر سياسياً واقتصادياً إلى الانضمام إلى الريخ، وهذه كارثة تدفعها الآن بولندا بكل ما لديها من قوة. وتريق دماء الملايين من أبنائها لكي تتحامى وقوعها

الفاشية في الهند

(عن مقال بقلم خواجة عباس أحمد)

نظرة بسيطة إلى خريطة العالم تدل على مقدار اهتمام القوات النازية والفاشية واليابانية بالهند. فالهند هي أقوى دعائم الإمبراطورية البريطانية في الشرق، وهي بكثرة سكانها، وأهميتها التجارية والسياسية ومركزها الحربي وحدودها المتاخمة لأفغانستان وإيران والصين وروسيا السوفيتية. . . تعد عاملاً قوياً في السياسة الفاشية فالهند الحرة حليفة للديمقراطية، يحسب حسابها إذا سارت مؤيدة لصفوفها، وهي عدو يخشى بأسه، إذا سارت تحت النفوذ الفاشي سواء من الوجهة السياسية أو الفكرية.

ولقد دأبت الدعاية الفاشية على بث بذور العداء نحو بريطانيا واستغلت لذلك الحركة الوطنية وأملها أن تجتذب إليها القلوب، وتستهوي النفوس. ولهذه الحركة الجديدة قصة قديمة. فمن المعروف أن رجال السياسة الألمانية كانوا على اتصال دائم ببعض الهنود الثائرين في منفاهم في أوربا إبان الحرب العظمى. وكان حلم ألمانيا بإنشاء إمبراطورية

<<  <  ج:
ص:  >  >>