(كذلك حضرت المؤتمر الرياضي العسكري السنوي بمدينة (نورنبرج) بصفتي الشخصية بدعوة من المدير العام للبوليس الألماني مدة أسبوع في صيف ١٩٣٧. . . وقد شاهدت ودرست معهم أنظمة المعسكرات والتشكيلات الرياضية والعسكرية لملايين الشباب والشابات. . .)
وكان يوالي الجمهور عقب عودته من كل رحلة بمحاضرات يلقيها في الأندية والمعاهد وقاعات الجمعيات المختلفة وفي محطة الإذاعة اللاسلكية. فهو من المؤمنين بنقل الجماهير من حياة الفوضى إلى حياة النظام عن طريق التمهيد بالدعوة والإرشاد والإذاعة قبل النقل بالقوانين. وهو الآن مستشار عتيد في الجيش (المرابط) الجديد، وقائم خبير من القائمين على تنظيمه. ونرجو الله أن ينفع به دائماً
أما الكتاب فلم يترك ناحية من النواحي التي فيها فوضى أو نقص أو قصور في حياتنا المصرية إلا عالجها واقترح لها وأرشد إلى خير الطرق لتنظيمها أو تكميلها مسترشداً بما في الممالك الغربية. فهو كتاب في (فن) الحياة و (إخراجها) في البيت والشارع والمدرسة والملعب والقرية والمدينة على خير أساليبها وأنماطها
تحدث عن النظام ونهضات الأمم، وتنظيم الاستعداد في السلم والحرب، ووسائل مكافحة الغارت الجوية وحماية الآهلين منها، والقرية المصرية والإصلاح الاجتماعي، وسلامة الدولة، والبوليس والجمهور، ومقاومة الجرائم، وبعض النظم الأوربية الملائمة لعاداتنا وتقاليدنا، والتربية البدنية، والتدريب العسكري، ومفاخر الجيش المصري، والروح القومية. ذلك عرض لأمهات مسائل الكتاب يضاف إليها مسائل عدة يطول بنا الحديث إذا ذكرنا عنواناتها
وهو يقع في ٣٥٥ صفحة محلى بكثير من الصور الفوتوغرافية. ولو أن مثل هذا الكتاب وزع على طلاب المدارس الثانوية والمعاهد الدينية للمطالعة لكان أفضل بكثير من الكتب التي تتحدث في موضوعات لا تتصل بصميم التربية والسلوك في الحياة، وإنما تتحدث بمقالات كلها (ترف) أدبي أو علمي يحشو الأذهان بالحروف والأرقام وألوان التعبير الجميل والرشاقة البيانية. أما هيكل الحياة الفردية والاجتماعية وأساسها فذلك أمر لا ينظر إليه إلا عرضاً