على المعنى وأكثر اتساقاً في الجملة من حيث أن التجاور في تعبيره يفيد إفرنجياً يعني:
١ - الألفاظ المفردة الدالة على معنى واحد (مترادف)
٢ - الألفاظ المفردة الدالة على معنى متشابه (أو متقارب)
وإذن يكون في العربية الفصحى كل من لفظتي المترادف أو المتشابه (المتقارب) وذلك حسب استعماله. والتعبير الذي استعمل فيه الدكتور بشر لفظة متجاورة سياقها تفيد التقارب أو التشابه. والدكتور بشر يريد هذا، لأن المتباين يقابله المترادف من الجهة الأخرى ويقف بينهما المتشابه والمتقارب. وهذه مسألة لا تحتاج إلى ذلك العلم الدقيق بمفردات اللغة كما يهول صاحبنا في رده. وليس جعلنا المتشابهة بدليل قصور في العلم باللغة. لأن المتشابهة والمتباينة من الألفاظ التي تنظر وليست اللفظة الإفرنجية مفادها قاصراً على المترادفة عربياً. ونحن إن كنا وقفنا في ردنا عليه عند المشابهة (الوجه الثاني من مفاد اللفظة) فذلك لأنها هي المقصودة في العبارة، والسياقة تدل عليها، وما دام الأمر كذلك فأي ضرورة تلجئنا إلى الكلام عن المترادف أو المترادفة من الألفاظ؟
على أن محاولة بشر تخريج الموضوع بقوله: إنه يعني بالمفادات الإفرنجية فلا معنى لها ولا محل، لأن المفادات لا تتجاور ولكن تتشابه (أو تتقارب) وتتباين وتترادف لأن التجاور يغلبها الجانب الحسي والمفادات يغلب عليها الجانب المعنوي. أما أن المتجاورة من تعبيره تنظر فليس ذلك بدليل يلزم أن يكون التعبير فيه لفظ التجاور. لأن التعبير في العربية وليس في اللغة الفرنسية، ولكل لغة أحكامها وأصولها. وأظن أنني لست بذلك الشخص الذي يعطي للدكتور بشر درساً في هذا، فهو أدرى منا في هذا بحكم كونه ابن اللغة العربية، ولكن قل هي الشكلية أفسدت عليه النظر