فلما وقعت الشحناء بين أفراد فرقة رمسيس وحلت البغضاء محل المودة وشاءت الظروف أن تنقسم الفرقة إلى شطرين شطر يذهب مع فاطمة رشدي وعزيز عيد وشطر يبقى، نقول لما شاءت الظروف أن يقع هذا انتعش المسرح انتعاشاً مؤقتاً بسبب التنافس الشديد، بيد أنه كان انتعاشا مؤقتاً وعلى غير أساس، ومن ثم فقد سقطت فرقة فاطمة رشدي مع الزمن وانهار بنيان فرقة رمسيس من بعدها خصوصاً وقد اختطت لنفسها خطة جديدة بهذه الروايات التي كتبت بلغة عامية
ولا نطيل فقد انهارت النهضة المسرحية على يد من شادوها وأقاموا بنيانها فارتفعت صيحات النقاد من كل جانب بطلب إنشاء فرقة حكومية، وأخيراً استجابت الحكومة للنداء وأنشأت أولاً فرقة (اتحاد الممثلين) التي منيت بفشل ذريع، فاضطرت أمام هذه الحالة إلى إنشاء (الفرقة القومية المصرية). ومن طريف ما يذكر أن الأستاذ يوسف وهبي وقد عرض عليه أن ينظم إلى الفرقة طلب أن يسمح له بتمثيل بضع روايات من أمثال أولاد الذوات وأولاد الفقراء حتى يمكن أن نأتي بإيراد يعوض الخسائر التي ستمنى بها من تمثيل الروايات المثالية التي ستعنى الفرقة بإخراجها لإنقاذ فن التمثيل مما وصل إليه بسبب يوسف وهبي ورواياته الشعبية!
ومع أن مدير الفرقة رفض أن يجيب يوسف وهبي إلى طلبه الغريب فإنه سمح بعدئذ أن تخرج الفرقة القومية روايات وإن تكن باللغة العربية إلا أنها أكثر ابتذالاً من رواية أولاد الفقراء.