للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الوحدة الإسلامية والوحدة العربية) تتلخص فيما يلي:

هل (الوحدة الإسلامية) من الآمال المعقولة التي يمكن تحقيقها أم هي من الأحلام الطوباوية التي لا إمكان لتحقيقها؟

وعلى فرض الشق الأول: هل تحقيقها أسهل أم أصعب من تحقيق الوحدة العربية؟

وهل يوجد شيء من المنافاة بين هاتين الوحدتين

وهل من سبيل إلى تحقيق الوحدة الإسلامية، دون تحقيق الوحدة العربية؟

عندما نقدم على إعمال الذهن وإنعام النظر في مثل هذه المسائل يجب علينا - قبل كل شيء - أن نحدد ما نعنيه من الوحدة الإسلامية والوحدة العربية بوضوح تام، ونعين مدى شمول كل واحد من هذين التعبيرين بصراحة كاملة

من الأمور التي لا تحتاج إلى شرح أن الوحدة العربية ترمي إلى إيجاد وحدة سياسية من الأقطار العربية المختلفة التي يتكلم أهلوها باللغة العربية. وأما الوحدة الإسلامية فترمي - بطبيعة الحال - إلى إيجاد وحدة سياسية من البلاد الإسلامية المختلفة التي يدين أهلوها بالديانة الإسلامية بالرغم من لغاتهم وأجناسهم. . .

ومن المعلوم أن العالم الإسلامي يشمل الأقطار العربية وتركية وإيران، والأفغان وتركستان، مع قسم من الهند وجزر الهند الشرقية وبلاد القفقاس، وأفريقيا الشمالية مع قسم في أفريقية الوسطى. . بقطع النظر عن بعض الكتل المتفرقة في أوربا وآسيا في ألبانيا ويوغسلافيا وبولندة والصين واليابان

ولا حاجة لبيان أن الأقطار العربية تشغل القسم المركزي من هذا العالم الفسيح

إن كل من يضع هذه الحقائق الراهنة نصب عينيه، ويتصور خريطة العالم الإسلامي، ويلاحظ موقع العالم العربي منها، يضطر إلى التسليم بأن الوحدة العربية أسهل بكثير من الوحدة الإسلامية وبأن هذه الوحدة لا يمكن أن تتحقق على فرض إمكان تحققها إلا بالوحدة العربية

إذ لا يمكن لأي عقل كان أن يتصور حصول اتحاد بين القاهرة وبغداد وأنقرة وطهران وكابل وحيدر أباد ونجارا وكشغر وفارس وتمبكتو. . . دون أن يحصل اتحاد بين القاهرة وبغداد ودمشق ومكة وتونس. لا يمكن لأي عاقل كان أن يقول بإمكان اتحاد الترك والعرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>