فقال أوتو وهو يبتسم للحاجب المنزعج:(كلا، لا تقل ذلك، فلا وسيلة لإرسال شاب قوي الروح إلى الشيطان لمطالبته بأن يدنو منه وهو مغلق العينين خوفاً من أن يراه. إن الهر (بوتجر) ليس من أمراء الظلام، فيلقي عليك سحره يا بنيّ، ولكن عمله يتعلق به وبالدوق أغسطس، وهما لا يحبان الفضول ولا يحبان تدخل الفضوليين)
قال الصبي وقد بدا عليه الاهتياج الشديد:(ولكنهم يقولون إن الهر بوتجر ساحر، وإنه لما كان يتمرن على فن الصيدلة في برلين لم يكن أستاذه أقل من الراهب اليوناني لاسكا بريس نفسه). . .
فقال أولرتش:(أرأيت نتائج تصرفك يا أوتو؟ لقد امتلأ رأس الصبي بالأقاصيص منذ الآن، وهو يعرف أن الفنون الملعونة فنون الكيمياء تمارس في الحصن. تكلم عنها إذا شئت، وإذا وجدت من نفسك الجرأة على الكلام. أما أنا فأني أعتقد أن الحوائط لها آذان مادام الحديث يسفر عن شر)
ومشى أولرتش غاضباً. فقال الصبي:(ولكن يا أوتو. . .
يا أوتو الرقيق. . . أخبرني. . . فأنت تعلم أني حديث العهد بخدمة القصر، وأنت على حكمتك بعيد العهد بهذه الخدمة!
قال أوتو: (نعم يا بنيّ، لقد كنت هنا لما جاء بوتجر، وكان عمري إذ ذاك ستة عشر عاماً، وكان بوتجر نفسه قاصراً تحت وصاية النبيل أغسطس)!
فقال الصبي:(ولكن لماذا كان فراره ومتى جاء؟).
قال:(لقد فر من برلين، وكان بها في الواقع تلميذ كيمياء ولكنه وأستاذه لاسكاريس عثرا على أثناء الدراسة على شيء جعل حياتهما في خطر، ويقولون إنهما تمكنا من الوصول إلى حجر الفلاسفة نفسه، وإن الدوق الطامع الذي تحت حمايته أراد أن يسجنهما خشية أن يفشيا سر استكشافهما إلى سواه!
قال الحاجب وقد حملق في دهشة أمام أوتو: (حجر الفلاسفة! أهذا هو الذي يحول كل مادة تلمسه إلى ذهب؟).
فقال أوتو: (نعم هو هذا الحجر، وقد سر مولانا أغسطس من إيواء كميميائي ذكي قد يكشف عن هذا السر في يوم من الأيام