للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تضمُيهم بالقتل أمة جدهم ... سفاها وعن ماء الفرات تذاد

فماتوا عطاشاً صابرين على الوغى ... ولم يجبُنوا بل جالدوا فأجادوا

ولم يقبلوا حكم الدعىّ لأنهم ... تساموا وسادوا في المهود وقادوا

ولكنهم ماتوا كراماً أعزّة ... وعاش بهم قبل الممات عباد

وكم بأعالي كربلا من حفائر ... بها جُثث الأبرار ليس تُعاد

بها من بني الزهراء كل سميدع ... جوادٍ إذ أعيي الأنام جَواد

معفّرة في ذلك الترب منهم ... وجوه بها كان النجاح يفاد

فلهفي على قتل الحسين ومسلم ... وخزي لمن عاداهما وبعاد

ولهفي على زيد وبثاً مردّدا ... إذا حان من بث الكئيب نفاد

ألا كبدٌ تفنى عليهم صبابةً ... فيقطر حزناً أو يذوب فؤاد

ألا مقلة تهمي ألا أُذن تعي ... أكلّ قلوب العالمين جماد

تقاد دماء المارقين ولا أرى ... دماء بني بيت النبي تقاد

أليس هم الهادين والعترة التي ... بها انجاب شركٌ واضمحل فساد

تساق على الإرغام قسراً نساؤهم ... سبايا إلى أرض الشآم تُقاد

يسقن إلى دار اللعين صواغراً ... كما سيق في عصف الرياح جراد

كأنهم فيء النصارى وإنهم ... لأكرم مَن قد عزّ عنه قياد

يعزّ على الزهراء ذلة زينب ... وقتل حسين والقلوب شِداد

وقرع يزيد بالقضيب لسّنه ... لقد مجسوا أهل الشآم وهادوا

قتلتم بني الإيمان والوحي والهدى ... متى صحّ منكم في الإله مُراد

ولم تقتلوهم بل قتلتم هداكم ... بهم ونقصتم عند ذاك وزادوا

أمية ما زلتم لأبناء هاشم ... عِدي فاملأوا طرق النفاق وعادوا

إلى كم وقد لاحت براهين فضلهم ... عليكم نِفارٌ منكم وعناد

متى قط أضحى عبد شمس كهاشم ... لقد قل إنصاف وطال شراد

متى وُزِنت صمّ الحجار بجوهر ... متى شارفت شمَّ الجبال وهادُ

متى بعث الرحمن منكم كجدهم ... نبيَّا علت للحق منه زِناد

<<  <  ج:
ص:  >  >>