للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قواضب الرأي أمضى من شبا القضب ... والحزم في الجد ليس الحزم في اللعب

بت ساهراً عند رأس الأمر ترقبه ... ولا تبت نائماً عنه لدى الذنب

يرجى دفاع الرزايا قبل موقعها ... وليس يرتجع الماضي من النوب

وأفضل الحلم حلم عند مقدرة ... وأعذب الجود ما وافى بلا طلب

وقال أيضاً:

قتيل الحوادث مَن خافها ... فلا تخش حادثةً تنجح

مع العسر يسر يجّلي الأسى ... ألم تتذكر ألم نشرح

وقال:

عتبتْ فأثنى عليها العتاب ... ودعا دمعَ مقلتيها انسكاب

وسعت نحو خدّها بيديها ... فالتقى الياسمينُ والعُنَّاب

رُبَّ مبدي تعتّبٍ جعل العت ... ب رياء وهمّه الإعتاب

فاسقينها مدامةً تصبغ الكأ ... س كما يصبغ الخدود الشباب

ما ترى الليل كيف رقَّ دجاه ... وبدا طيلسانه ينجاب

وكأن الصباح في الأفق باد ... والدجى بين مخلبيه غراب

وكأن السماء لجة بحر ... وكأن النجوم فيها حباب

وكأن الجوزاء سيف صقيل ... وكأن الدجى عليها قِراب

وقال معرضاً ببعض القرابة، وذاك أنه ذكر أن الأمير يستعين على ما يأتي به من الشعر بغيره:

أرى أناساً ساءني ظنهم ... في كل ما قلت من الشعر

لما تطاطا بهمُ علمهم ... قاسوا بأقدارهمُ قدري

لو فهموا أو عقلوا لاستحوا ... أن يجعلوا المريخ كالبدر

قيسوا بشعري شعره تعلموا ... تصايق النهر عن البحر

من بطّل الحق هجا نفسه ... بجهله من حيث لا يدري

فناظروني فيه أو فاشرحوا ... شعريَ إن أنكرتم أمري

أو لا فقولوا حسدٌ قلتل ... مستمكن في القلب والصدر

<<  <  ج:
ص:  >  >>