للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحربي من مرحلة إلى أخرى، حتى يتأكد الطبيب أن جسمه من أصلح الأجسام وأقواها، فإن الطيار يتعرض لضغوط جوية مختلفة تودي بحياته إذا كان جسمه لا يتحملها.

فإذا قبل الطالب في مدرسة الطيران الحربي، فهو يبدأ دراسة فنية عمادها الخبرة العملية وتطبيق النظريات العلمية مع ملاحظة سرعة الخاطر وحضور البديهة. فالطيران الحربي فن الطوارئ سواء كانت طبيعية أم صناعية، فقد يقابل الطيار أثناء تحليقه في الجو إعصاراً، وقد يفسد منه أحد الأدوات، فعليه أن يدبر نفسه ويصلح خلله وإلا كلفه جهله أو ارتباكه ثمناً غالياً إذا لم يكن حياته فهو الطائرة التي يركبها. وقد تقابله أثناء قتاله مع العدو قوة أقوى من قوته أو خدعة لم تخطر له على بال، فعليه في هذه الحالة أن يتصرف ويجيد التصرف، وعليه أن يغامر ويحسن المغامرة وإلا أفسد المهمة التي كلفه بها قائده وكلف جيشه وأمته خسائر مادية ومعنوية كبيرة.

الطيران الثابت

يبدأ الطالب دراسته في مدرسة الطيران الحربي في غرفة صغيرة في أحد جوانبها جهاز صغير على شكل حجم الطائرة، ورسم على حائط الغرفة الأفق وزوايا الطيران المطلوبة. وفي جانب آخر يجلس المدرب أمام جهاز لاسلكي يعرف بواسطته حركات الجهاز كما يصدر أوامر بالاتجاه إلى اليمين أو إلى اليسار والأمام.

ويدور هذا الجهاز بالكهرباء، فيجلس الطالب على مقعده فيجد أمامه عصا القيادة وأقيسة اتجاهات الريح والضغط والبوصلة وغيرها من الأدوات التي لا غنى عنها لطيار. ويعمل الجهاز فتتولد فيه عدة تيارات هوائية تمثل التيارات الهوائية الجوية، ويتعرض جهازه لعدة أخطاء فيتعلم الطالب كيف يضبط جهازه في الوضع الصحيح بتحريك عصا القيادة في اتجاه يصحح أخطاء الريح فإذا مال الجهاز بفعل التيارات إلى اليمين صححه الطالب

وتعرف هذه الرحلة بالطيران الثابت، ففيها يتعرض الطالب لجميع مؤثرات الطيران، ولكن جهازه لا يفارق الأرض، وإن سمح له أن يدور إلى اليمين أو إلى اليسار. ويمكث الطالب على هذه الحالة عشر دقائق في اليوم لمدة ١٥ يوماً. فيتاح للطالب المبتدئ أن يعرف كثيراً من أسرار الطيران دون أن يعرض حياته ومال الدولة للهلاك. أضف إلى ذلك أنه يكون بعيداً عن ضوضاء المحركات مالكاً لأعصابه فيسهل عليه أن يفهم إرشادات مدربه بسهولة

<<  <  ج:
ص:  >  >>