للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- أسمعي! هل تصدقين النبي محمداً أو أنت تكذبينه؟

- معاذ الله أن أشك في قوله

- الحمد الله. كان محمد رسول الله يقول إنه كان يسمع الوحي سمعاً. . . وكان يوحي إليه في الموقعة الحربية، وكان يصاحبه في مواقعه الحربية جنوده وأنصاره فلا يسمع الوحي أحد غيره. فهل كانت أذن محمد كآذان بقية الناس؟ أجيبي؟

- كان محمد نبياً

- وكان بشراً مثلنا بتقرير القرآن وتقريره هو نفسه. . . فتكذبين القرآن؟

- حاشا الله. . .

- إذن فهو لا يختلف في شيء عن تكوين البشر. . . ومع هذا فقد كان يسمع ما لم يسمعه جيرانه والملتصقون به. . . فلا بد إذن أن يكون من تكوين البشر حالات خارقة نادرة يستعصي على الآلات وأجهزة الكشف الطبي قياسها. . .

- كأني أريد أن أوافقك وأن أقول إن هذا كلام معقول

- هو معقول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فمحمد الرسول كان بشراً وكان نبيّا له أذن تسمع ما لم يكن يسمعه الناس. . . وكذلك كان موسى. وكذلك في جهة أخرى كان بتهوفن الموسيقى الأصم. وكذلك كل موسيقى آخر يلتقط الأنغام من الجو. موهبة السمع فيهم واحدة وإن كانت تتشكل بأشكال مختلفة. . . ومحمود حسن إسماعيل شاعر، وله عين يرى بها ما لا يراه بقية الناس. . . هذا أمر لا عجب فيه. . .

- لو كان لديك دليل مادي غير هذه الاستنباطات

- الدليل موجود. . . وهو في شعر محمود. . . أقرئيه تجدي تسعين في المائة منه على الأقل كلها صور بصرية. . . إنه يشبه حتى المسموعات بالمرئيات. . . إنه يرسم معانيه صوراً كل صورة منها يمكن إن توضع في إطار. . . إن شعره كله يمكن أن يترجم إلى رسوم. . . فكيف يتاح له هذا إلا إذا كان يرى هذا الذي يصفه. . . لا تقولي إنه يتكلف هذا. . . فالمتكلف لا يستطيع أن يستمر وأن يتجدد وأن يفيض مثلما يفعل محمود. . . إنه يرى هذه الأشياء حقا. . . أقرئي شعره!

- فليكن هذا حقاً. . . فكيف نحكم بأنه يرى هذه الأشياء بعينه اليسرى لا اليمنى. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>