- أنا لا أعرف كيف. . . فلست دكتوراً في علم النفس، ولا أنا شيء ما. . . وإنما هذه فكرة خطرت. . . أنا ذهبت إلى وزارة المعارف ومعي إنسان في (زكيبة)، وقلت لها يا وزارة المعارف خذي هذا الإنسان وأدخليه في مدرسة من مدارسك الابتدائية، فهل ترفضه الوزارة، أو تقبله قبل أن تخرجه من الزكيبة فتعرف إذا كان صبياً أو صبية. . . وهل هو أو هي مستوف أو مستوفاة لشروط الدخول في المدارس الابتدائية. . . أو أمره غير ذلك. . . كذلك موقفي الآن مع وزارة المعارف وفي يدي محمود إسماعيل. . . أفلا يجب عليها أن تتعرف ما هو؟. . . قبل أن تفصله أو تثبته أو تطالبه بتقوية عينه. . . أو. . .
- وما لوزارة المعارف وهذا كله. . . إنها تريد موظفين بعيون قوية
- اللهم يا رب عفوك. . . إن في الموظفين من ليست لهم عيون قوية ولا عيون. . . قوية. . .
- وماذا يضره لو أن عينه تقوت؟
- إنها لن تتقوى يا إنسانة. . . إنها مخلوقة هكذا. . . هذه هي قوتها. فهل يرضي مصر لو فشل محمود في تقوية عينه أن تلفظه وزارة المعارف فيسرح على الأبواب يقول:(الحمد لرب مقتدر) إن المسكين يضع على عينيه اليوم مناظير زاعماً أنها وسيلته إلى تقوية عينه وهو يخدع نفسه أحياناً فيزعم أنها تقوت
- ولماذا تقول إنه يخدع نفسه؟
- له شهر وأكثر وهو بهذه المناظير الثلاثة. واحد معتم للشمس، وواحد مكبر لتقوية عينه اليسرى، وواحد زجاج على اليسرى ليكشفها فترى، وسواد على اليمنى ليمنعها من الرؤية تمكيناً لليسرى من التدرب على النظر. . . ومنذ عصب عينيه بهذه المناظير قد كف عن الشعر. ألست تقرئين (الرسالة) على الدوام؟ ألم تلحظي أنه احتجب منذ خمسة أو ستة أسابيع؟. . . لقد كان يكتب قصيدة للإذاعة فكتب منها سبعين بيتاً إلا شطراً واحداً وقف عن كتابته منذ طلسم عينيه بهذه المناظير. إنه الآن لا يرى ما كان يراه من قبل وهو يعاني أزمة نفسية قاتلة، ولا عزاء له في هذا كله إلا أن يردد دائماً قوله:(إن عينه تقوت)، وهو