على طول خط الرين وبالقرب من الجبهة الألمانية. وتعد سويسرا الآن برنامجاً حربياً حافلاً لحمايتها من الطوارئ المفاجئة، ولكي تصل إلى الغاية قررت سحب ٢٥ مليوناً أخرى من المال الاحتياطي للاستمرار في عمليات التحصين والتسلح حتى تصل في دفاعها إلى أقصى ما تصل إليه أمة في العالم.
فسويسرا لن تفقد استقلالها، ولن تموت أبداً. وإذا كان الشعب السويسري لم يكن في تاريخه من الشعوب المتعطشة للحروب فليس هو كذلك بالشعب الذي يغتر بالسلم، وقد أعد العدة للطوارئ بعد أن ظهرت نيات ألمانيا نحو الشعوب الضعيفة.
وقد تحدث إلي في الأيام الأخيرة سويسري عظيم فقال:(إنني أعرف إعجابك بألمانيا التي أنجبت كثيراً من العبقريات النادرة؛ ولست أخالفك في ذلك، فأنا من أبناء سويسرا الألمانية وقد نشأت على احترام تلك البلاد الغنية بعلمائها وفلاسفتها وشعرائها وموسيقيها. ولكنني لا أستطيع أن أتبين أثراً لألمانيا الحقيقية وراء القناع الهتلري. إن أمتي تنظر بعين الذعر إلى أعمال ألمانيا ونياتها، لأنها تريد أن تظل تلك الأمة الجديرة بتاريخها المجيد)
ومن خلال هذه الكلمات المريرة نستطيع أن ننظر إلى سويسرة المتألمة الصبور.
الطيران في القرن الخامس عشر
(عن (لاتريبونا إلستراتا) رومة)
أقيم في ميلانو في الأيام الأخيرة معرض لأعمال ليوناردو دافنسي العبقري المشهور
ومما أثار الدهشة في نفوس الزائرين لذلك المعرض تلك الطائرة التي وضعها هذا الفنان الفذ قبل ظهور أول طائرة بخمسة قرون
فقد كان دافنسي يشتغل بالطيران، ويبذل كثيراً من وقته وتفكيره لتنفيذ فكرته متأثراً بأساطير الإغريق
ومما يروى أن عضواً من أعضاء الأكاديمية الفرنسية شرح هذا الاختراع الذي كان يدور برأس ليوناردو. للملك لويس الثامن فما كاد يسمع منه بفكرة الآلة الطائرة حتى افتر ثغره عن ابتسامة ساخرة وقال:(إن ليوناردو حسن الحظ لأن مستشفى المجانين لم يكن قد عرف في العصر الذي عاش فيه)