ومن المحقق أن قبائل الاسكيمو والمورا لا يعرفون التقبيل. وقد مضت قرون عديدة قبل أن تعرف هذه العادة في الصين واليابان أما في أيامنا الحديثة فالصينيون يعرفون التقبيل ولا يرون بأساً من انتشاره بينهم، ولكن اليابان يحرمونه ويبالغون في تحريمه، حتى أنهم يحذفون جميع مناظر التقبيل من الأفلام الأوربية والأمريكية التي تعرض في بلادهم
وقد عرضت رسوم رودان في معرض طوكيو سنة ١٩٢٤ فظهرت جميع رسومه المشهورة ما عدا اللوحة التي تحمل صورة القبلة فقد ألقى عليها غطاء كثيف. وقد اعترض بعض الزوار الفرنسيين على ذلك فأجابه رئيس البوليس بأن مجموعة رودان كان من الواجب أن توضع جميعها تحت غطاء من أجل صورة القبلة فالتقبيل عادة أوربية ممقوتة تمنعها اليابان بأي ثمن، ولولا عظمة رودان وماله من الشهرة بين أمم العالم لمنعت جميع رسومه من الدخول إلى اليابان لأجل هذه الصورة. . .
أما تاريخ التقبيل فغير معروف على التحقيق وإن كان لبعض القبلات تاريخها وشهرتها، ومن القبل المشهورة قبلة (فلورنتين) وتنسب إلى (نابليون الأول) وقد بيعت قبلة واحدة في إحدى المناسبات بمبلغ ١٢٠٠٠ جنيه، وكان ذلك في البرت هول سنة ١٩١٥ في حفلة لإعانة الجرحى عرضتها الممثلة المشهورة (مورلوب) عن طريق المزايدة؛ فلما وصلت المبالغ المعروضة إلى ٨٠٠٠ جنيه كف جميع المتنافسين عدا اثنين هما المثري الكبير هتشنسن ودوق أرسنت ألبانز؛ وقد فاز الدوق في النهاية بهذه القبلة. ومما يذكر في هذه المناسبة أن الدوق طلب إلى الممثلة أن تقبل أبنه البالغ من العمر تسع سنوات بدلاً منه. . .
وتعد القبلة في بعض أنحاء الولايات المتحدة عملاً مخالفاً للصحة، وتعريض صحة إنسان ما للمرض جريمة يعاقب عليها القانون. أما اغتصاب القبلة من امرأة أية كانت فهو عمل يعاقب عليه القانون في سائر الأحوال
وإذا كانت القبلة اليوم هي التعبير الجسدي عن الحب، فقد كانت في الأزمان الخالية نوعاً من التحية فحسب كالتلويح بالمنديل للمسافرين، وقد ظلت كذلك إلى القرن الخامس عشر، وكان يباح للضيف أن يقبل زوجة مضيفه، وكل فرد من أفراد عائلته
وكانوا في روما القديمة يقبلون لأسباب غير التحية والاحترام فقد كان النبيذ محظوراً على