والمسلم من (علم) أن الشريعة الإسلامية أغنى الشرائع؛ وأنها أثمن وأجمع وأحكم من القانون الروماني الذي اقتبست منه كل قوانين أوربة، وأنه يجب أن تكون قوانيننا المدنية والجزائية والمالية والإدارية والدستورية مستنبطة من شريعتنا، مقتبسة من ديننا
و (علم) أن من أنكر آية من القرآن، أو حديثاً متواتراً فقد خرج من الإسلام
و (علم) أن الاجتهاد في استنباط الفروع أمر مستحسن شرعاً، يؤجر عليه صاحبه ولو أخطأ فيه مكافأة له على بذله الجهد واستفراغه الطاقة، فإذا أصاب كان له فوق ذلك أجر آخر هو أجر الإصابة؛ وأن الاجتهاد في أصول الدين ممنوع لأنها منصوص عليها ولا مساغ للاجتهاد مع ورود النص، وأنه لا يضر الناس اختلافهم في الفروع (فكلهم من رسول الله ملتمس) سواء في ذلك الحنفي منهم والشافعي والمالكي والحنبلي. بل إن اختلافهم رحمة من الله وتوسيع على الامة، ولكن يضر الناس اختلافهم في أصول الدين من العقائد ونحوها، ويكون الواحد منهم مصيباً والباقون على ضلال. لأن الحق لا يتعدد، والمصيب هو من اتبع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرن الأول خير القرون
و (علم) أن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولم يعتقد ما يخالف الكتاب والسنة، ولم يستحل محرَّماً ولم يحرم حلالاً، فهو مسلم تنطبق عليه أحكام المسلمين وتجمعنا به أُخوة الدين، ولا يجوز تكفير مسلم إلا إذا أنكر أصلاً من الأصول، أو أتى ما أجمع الأئمة على أنه مكفر
و (علم) أن الإسلام لا يعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع، ولا الحضارة الخيِّرة، وأنه دين سهل رحب مرن، ليس بالدين الضيق الجامد المحرج
والمسلم من (اعتقد) بأن لهذا الكون إلهاً واحداً قديماً باقياً، سميعاً بصيراً، متصفاً بصفات الكمال، منزهاً عن صفات النقصان، وأنه هو خالق كل شيء وإليه المصير، ويخلص له العبادة ويراقبه دائماً ويعلم أنه مطلع عليه، وأنه هو وحده النافع الضار، وبيده الخير وهو على كل شيء قدير. فلا يدعو معه غيره، ولا يسأل سواه حاجة من الحاجات التي لا يقدر البشر على مثلها ولا يستعين إلا به، ولا يخاف حق الخوف إلا منه، ولا يسخطه ليرضي الناس، ولا يبالي إذا رضي عنه بسخط أحد