داود، والإنجيل على عيسى، والقرآن على محمد صلى الله على الجميع، فبدل كل قوم كتابهم وحرَّفوه وبقي القرآن كما أنزل، لأن الله ضمن حفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
و (اعتقد) أن الله سيجمع الناس كلهم في يوم القيامة، فيعيد الحياة لمن مات، ويرد عليه الروح ولو فني وصار تراباً، ولو أحرق جسده وصار رماداً، ولو أكلته الوحوش أو تخطفته الطير، ثم يحاسبهم جميعاً على ما عملوا في الدنيا، فيكافئ المحسنين فيخلدهم في الجنة، ويعاقب المسيئين فيدخلهم النار
وأنه لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
وأن من تاب قبل أن يموت محي ذنبه حتى كأنه لم يذنب، بشرط أن تكون التوبة مقرونة بترك الذنب، والعزم على عدم العودة إليه، والندم على الماضي، وهذه هي التوبة الصادقة التي تمحو الذنب، فإن عاد بعدها إلى الذنب، ثم تاب منه توبة صادقة غفر له، ولو كثرت ذنوبه حتى صارت مثل زبد البحر (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)
أما من تاب من ذنب وهو لا يزال مقيماً عليه، أو يفكر في أن يعود اليه، فهذا كالمستهزئ به والعياذ بالله
و (اعتقد) أن كل شيء بقدر الله، وأن الله قسم للعبد سعادته وشقاءه، ورزقه وعمره فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك، ولو بقي في عمرك يوم واحد لا يقتلك أهل الأرض ولو اجتمعوا عليك، وإذا جاء أجلك أدركك الموت ولو كنت في برج مشيَّد، رفعت الأقلام، وجفت الصحف، ولا رادَّ لما قضى الله، ولا دافع لمشيئته
والمسلم بعد ذلك، من يقر ويشهد بلسانه أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيم الصلاة ويؤديها على وجهها في أوقاتها محافظاً على فروضها وسننها، خاشعاً لله فيها، ويصوم رمضان إيماناً واحتساباً، ويؤدي زكاة ماله طيباً بها قلبه، ويحج البيت إن استطاع
ثم إنه لا يكذب ولا يغتاب ولا يشي ولا يؤذي أحداً ولا يظلمه، ويكون عفيف العين واليد والفرج، ساعياً إلى مكارم الأخلاق، آخذاً الحكمة من حيث وجدها، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، مبتعداً عن الفحشاء والمنكر، يعاون على البر والتقوى، ولا يعاون على الإثم