فالذي يقول هذا في الخامسة والسبعين خليق أن يقول مثله في السادسة والسبعين
عام واحد لا ينقل الإنسان هذه النقلة، ولا ينال من عزيمته هذا المنال
فالشيخوخة على كثرة آفاتها براء مما نجنيه عليها حين نلقي عليها وحدها تبعة الخلاف في الرأي إلى هذا المدى بين عام وعام.
إنما هناك أمور أخرى تعمل عملها وتسبق الشيخوخة إلى آفاتها
إنما هناك شعور الرجل من قبل فرنسا لم يفارقه منذ كانت سياستها في حرب الأناضول سبباً من أسباب فشله وزوال عهده.
وإنما هناك شعور الرجل من قبل ألمانيا وما أبقته في قلبه زيارته لزعمائها.
وإنما هناك حب الملام ممن يده في الماء لمن يده كما يقولون في النار
وإنما هناك مفاجآت لويد جورج، ولا غنى للرجل عن مفاجآت
لقد حوسب الرجل بعد خطابه حساباً عسيراً:
حاسبوه على تبشيره بالمحالفة الروسية، وتبشيره من قبلها بالمحالفة الألمانية، وتبشيره بكل خطة تخالف ما خطته الوزارة القائمة، ثم يكون الفشل من نصيبها ويبدو العقم على وجهها قبل أن تنحدر إلى عقابيلها.