للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طعامها وأخذت تصنع لنفسها لوزات، وأخبرتها تابعتان أن هذه الديدان تستمر في صنعها اللوزات ثلاث ليال وثلاثة أيام وأنها تسجن نفسها في داخل هذه اللوزات وقاية من الهواء ومن الشمس وتنام شهراً كاملاً ثم تثقب في نهاية هذه المدة طرفاً من اللوزة وتطير، لأنه ينبت لها في مدة سجنها أجنحة وتتحول إلى فراشة جميلة.

وكانت هسي لنج شي لم تر إلى ذلك العهد فراشة تخرج من اللوزة فراقبت الدود ثلاثة أيام كان في أثنائها مكباً على عمله، فلما انتهت هذه المدة امتنعت الأصوات التي كان يحدثها بعمله وعادت الهداة إلى الحديقة وأخذت الإمبراطورة تعد الأيام التي يخرج الفراش في نهايتها من اللوزات.

ولما عاد البدر إلى الاكتمال مرة أخرى خرج من اللوزات مئات من المخلوقات الطائرة الرقيقة الأجنحة، ولكن الإمبراطورة لم تكن مهتمة بهذا الفراش بقدر اهتمامها بالنسيج الذي تنسجه الدودة حول نفسها، وكان على أرض الحديقة عشرات من هذه اللوزات الذهبية المصفرة، فالتقطتها وعكفت على دراستها وسحبت خيطاً رقيقاً هو الذي تصنع منه هذه اللوزات.

قالت في نفسها: (هذا الخيط البديع أرق من الخيوط التي نسجت منها ثيابي فليتنا نستطيع غزل خيوط بهذه الرقة

وأخذت هسي لنج شي تعبث متبلدة بهذه اللوزات مجربة الخيوط وقد لاحظت مبلغ قوتها ومبلغ رقتها، ثم خطر ببالها خاطر فجائي فسألت نفسها: لماذا تتمنى صنع خيط مشابه لهذا؟ ولماذا لا تأخذ نفس هذه الخيوط التي تصنعها الديدان وتنسج منها ثوباً لنفسها؟

ولما جاء الموعد التالي لظهور دودة القز ذهبت الإمبراطورة الصغيرة إلى الحديقة، ولكن عملها في هذه المرة لم يقتصر على المراقبة، بل كانت تأخذ اللوزة وتحاول حل الخيط على عكس النظام التي كانت تلفها به الدودة وذلك قبل أن تثقب الدودة جانباً منها لتخرج منه.

في البداية انقطع الخيط في يدها ولكنها سرعان ما علمت أنها إذا غمست اللوزة في ماء حار فإنها تقتل الدودة ويسهل حل اللوزة.

وكان مقدار الحرير الذي يستخرج من اللوزة قليلاً جداً ولكنها كلفت أتباعها جمع اللوزات

<<  <  ج:
ص:  >  >>