وليس معنى هذا أن الدولتين لا تختلفان من الوجهة العملية فنحن لم ننس بعد حملة الألمان على البلشفية، ولا ننس حملة البلشفيك على الالمان، ولا ما بين الدولتين من الاختلافات العديدة.
ولكننا إذا أردنا أن نتبين حقيقة الموقف بين روسيا وألمانيا يجب أن نقدر ثلاثة أشياء: وجوه الاتفاق بين الأمتين، ووجوه الاختلاف بينهما، ثم حكم الأمر الواقع. فهذه أمور يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار.
ولا يخفى أن رجال الجيش الأحمر لا يرضيهم ذلك الاتفاق بين روسيا وألمانيا، ويعدونه من مظاهر الضعف والخذلان، كما أن رجال (ليتفنوف) يؤيدونه ويعدونه من عوامل القوة ومظاهر الانتصار.
ومهما تختلف الآراء وتتباين الأغراض، فإن هناك مواضع عديدة للاتفاق بين الدولتين، فمن الواجب أن ينظر إليها بالحذر والاحتياط.
كيف أنشئ خط ماجينو؟
(عن مجلة (باربيد))
كان قواد الجيش الفرنسي في عام ١٩١٤ لا يهتمون كثيراً بفكرة التحصين. فكانت نتيجة ذلك أن الجنود الفرنسية دفعوا ثمن هذا الإهمال.
ولكن هذا الدرس لم يكن ليذهب سدى. فنحن نرى فرنسا اليوم تشيد نظامها الحربي على فكرة الحصون وتعتمد على قوة النيران ويعد خط ماجينو من الأمثلة العجيبة في قوة التحصين والدفاع.
وقد جرى العامة على تسمية هذا الخط (بحائط ماجينو)، وهذه التسمية في الحقيقة بعيدة عن الصواب. إذ أنها تمثله في صورة الأبراج المرتفعة إلى عنان السماء، والحقيقة أن هذا الحصن الفرنسي لا يرتفع عن سطح الغبراء. وقد صدق بعض الجنود في تسميته:(أديم الشرق).
ومما لاشك فيه أن ذلك الأديم العجيب، سيعد من أقوى وأعظم ما صنعته يد البشر في القرن الحديث.