لم نستطع الوصول إلى قبره إذ حالت دونه العمارات القائمة في جامع أبي العباس. قال ابن خلكان: ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ الصالح ابن أبي أسامة
وخرجنا بعد زيارة أبي العباس فمررنا باثنين من كبار الصوفية: المكين الأسمر عبد الّله بن منصور الإسكندراني شيخ القراء بالإسكندرية في وقته. مات سنة ٦٩٢
وقال ابن رشيد:(الشيخ المقري المجود مكين الدين أبو محمد عبد الّله بن منصور بن علي ويلقب بالمكين الأسمر أحد الصلحاء الفضلاء، وهو المتصدر لإقراء القرآن بالإسكندرية. قرأت عليه بدكان منزله - عمره الّله ببقائه - ضحا يوم السبت الحادي والعشرين لجمادى الآخرة من عام أربعة المذكور، جميع المجالس الخمسية السلمانية التي أملاها الحافظ أبو طاهر السلفي الخ.)
وبجانب المكين قبر لياقوت العرش أحد الصالحين. وهو ياقوت بن عبد الّله الحبشي العارف تلميذ أبي العباس المرسي. وكان الناس يقصدونه للدعاء والتبرك. مات بالإسكندرية ٧٣٢. قال الشيخ الخالدي: ذكره ابن عطاء الّله في تآليفه
وأما ابن عطاء الّله السكندري صاحب الحكم فهو أحمد بن محمد ابن عبد الكريم الجذامي الاسكندراني. كان صوفّياً على طريقة الشاذلية، جامعاً لعلوم شتى من تفسير وحديث ونحو وأصول وفقه، وأخذ عن أبي العباس المرسي، وأخذ عنه التقى السبكي، وله كتب منها كتاب الحكم وهو من أروع ما أثر من أدب الصوفية. وكتاب التنوير في إسقاط التدبير. وكتاب لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس، والشيخ أبي الحسن (أبي العباس المرسي وأبي الحسن الشاذلي)
ومات بالمدرسة المنصورية بالقاهرية سنة ٧٠٩ ودفن بالقرافة
وعلى مقربة من ضريحي الأسمر وياقوت في الجانب الآخر من الشارع بناء جديد نقلت إليه بلدية الإسكندرية رفات جماعة من الصالحين كانت في قبور متفرقة في المدينة. وقد قرأت على الجدار من الخارج أسماء أحد عشر منهم. وأخبرنا الخادم أنهم تسعة عشر.