الغزل. وكان يغيظه أن الغزل الذي يصنعه تتهدل أطرافه وخطر له أنه قد يستطيع تحسين عمله على طريقة دولاب هارجريفز فيمتنع هذا التهدل. واستمر خمسة أعوام يعمل على هذا التحسين. وفي نهاية هذه المدة اخترع آلة تغزل خيوطاً رقيقة ناعمة تصلح لنسيج الشاش
أراد أصحاب المناسج أن يعرفوا سره فحاصروا منزله ولما كان المبدأ الذي بني عليه عمله في نهاية البساطة بحيث يستطيع أي خبير بالصناعة أن يعرفه في لحظة فإن هذا المخترع المسكين قد اضطر إلى استئجار حرس حول المنزل طول الليل والنهار، وأخيراً أفشى سره لأحد أصحاب المصانع في بولتون. ومما يدعو إلى الأسف أنه لم يكافئه المكافأة التي وعده بها
وأطلق في إنكلترا وفي إبقوسيا على تلك الآلة اسم بغلة النسيج. وتشجع كرمبتون بما بذله البرلمان الإنكليزي من المكافأة لكارترايت، فاستجمع الأدلة على كثرة ما استُعمل من الآلة التي اخترعها في أنحاء البلاد، وطلب معونة الدولة فمنحه البرلمان ما يعدل نصف المكافأة التي منحها زميله المخترع القسيس وعاد كرمبتون المسكين إلى بولتون وهو يشعر بالخيبة والمضاضة
من الاستكشافات التي استكشفها هؤلاء الأربعة الحاذقون الموهوبون نشأت المراكز الصناعية للصوف والقطن في لانكشاير ويوركشاير وإبقوسيا، وأصبحت هذه اللحظات الهامة في أعمارهم حلقات في سلسلة متصلة في صناعة النسيج الآلي تربط مصانع اليوم بالغزل والطارة اللذين كانا يستعملان في أقدم العصور
وكان على الكيميائي أن يشترك بقسطه الوافر في صناعة القماش، فنشأ كيميائي في السابعة عشرة من العمر كان يشتغل في لندن، واستكشف في سنة ١٨٥٦ استكشافاً يستحق أن بعد أوانه من اللحظات العظيمة العلمية في تاريخ العالم الحديث
ومن الغريب أنه بينا كان التقدم مطرداً في غزل الأقمشة العظيمة ونسجها كان فن الصناعة يكاد يكون من الوجهة العلمية واقفاً تمام الوقوف
كانت المواد النباتية مثل النيلة والفوة والمواد العشبية كحشيشة البحر والمواد الحيوانية كدودة القرمز والمعدنية مثل الدارصيني، كانت هذه المواد التي تستعمل في الصناعة إلى