للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- لا تؤاخذني فقد نسيت. . . لأنك لا تكونين هكذا إلا نادراً.

- إذا كان عمر وهو عمر لم تحدث منه الخارقة فيما روى من حياته إلا مرة واحدة حسبما قرأت، فهل تظن أن غيره يمكن أن تحدث منه أمثال هذه الخوارق مرات؟

- كان موسى نبياً رسولاً، وقد ساير الخضر وكأنما كان طفلاً معه. . . فالله أعلم كم يستطيع كل إنسان أن يأتي من الخوارق. . . ولكن المؤكد أن الجُنة تصيب بعض الناس في لحظات خاصة يتلخص فيها وجودهم فيقومون بأعمال، أو يقولون كلاماً، ولو سئلوا كيف صدرت عنهم أعمالهم أو أقوالهم هذه عجزوا عن تعليلها، وقال بعضهم إنها إرادة الله، وقال بعضهم وجدت نفسي فعلت أو قلت، وقال بعضهم لا أدري، وقال بعضهم جننت، والحق أنهم جنوا بأهوائهم، وغلبتهم طبائعهم وانطلقوا غير مختارين ولا مقيدين بعقولهم إلى نحو ما كانت تنزع إليه أرواحهم، وما كانت ترتاح إليه أبدانهم تنفيذاً لشيء من قضاء الله سبحانه.

- وقد كان كذلك عمر؟

- كلا. . . إن عمر لم يجن، وإنما عمر رأى، وقال، وسارية سمع. . . فعمر إنسان ممن فضلهم الله على الجن وغير الجن من خلقه. . .

عزيز أحمد فهمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>