البالغ اتساعه ثمانية عشر ميلاً، ومائتي الميل الواقعة بين سكوتلاند والنرويج، وبذلك نستطيع أن نحاصر أوربا إذا اختارت أوربا أن تكون عدواً لنا، ومن هذه المضايق نستطيع أن نسمح بمرور ما نشاء لحلفائنا وأصدقائنا المحايدين سواء أكان وراداً إليهم من المناطق الاستوائية أو الأمريكيتين أو أفريقيا أو الدنيا القديمة. . .
ونستطيع أن نصادر ما يحمل منها إلى أعدائنا ونستغله لأنفسنا.
وقد اختفت من البحار فعلاً جميع السفن التي كانت تحمل البضائع لألمانيا، ولم يحاول أحد الآن أن يفر من حصارنا ويجازف بإرسال شيء إلى ألمانيا، لأن الجميع لا يشكون في أننا سنصادر بضاعتهم في الحال.
فالحصار البحري - وهو سلاحنا في الحرب - هو أقوى الأسلحة وأكثرها اقتصاداً في المال والأرواح. . .
يوم من أيام الحرب في برلين
(عن (لاربابليك دي لبه))
سكان ألمانيا اليوم يعيشون عيشة رتيبة، ويحيون حياة لا تختلف عن حياة الجنود: فالرجل الألماني يستيقظ من الساعة السادسة والنصف صباحاً - لا لسبب - إلا أن يكون أمام موزع الألبان قبل الساعة السابعة. . . فيتاح له أن يصرف البطاقة التي يستطيع بها أن ينال المقرر له من هذا الطعام!
وفي غالب الأحيان لا يصل إلى أيدي الباعة أكثر من ثلثي اللبن المطلوب. فيندفع الأهالي إلى شرائه، ويتزاحم المشترون بالمناكب. . . فإذا كانت الساعة السابعة والربع جاء موعد توزيع المقرر من الخبز: وهو خمس أوقيات ونصف أوقية؛ وعليك أن تطلبها ثلاث مرات في اليوم الواحد، حتى لا تحرم تصيبك من هذه المادة الأساسية في الطعام.
ولا يحتاج المشتري لحمل نقود معه لشراء هذه الأشياء، فيكفي أن تكون معه البطاقة ليصرف إليه المطلوب، وتجمع هذه البطاقات في نهاية الأسبوع وتخصم قيمتها من مجموع الأجور، ولا يتبقى بعد هذه المشتريات في غالب الأحيان غير النذر القليل من باقي الأجور. ونستطيع أن نقول: إن في مقدور الرنح أن يسخر الشعب على هذه الصورة وقتاً