السكيت (بيروت ١٨٩٧ ص٨٨): (والركيك: الفَسل الضعيف (والفَسل بالفتح: الذي لا مروءة له، عن (القاموس) والمروءة هاهنا: الهمة) قال جميل بن مَرثد:
فلا تكوننَّ ركيكاً ثنتلا ... لعوًا وإن لاقيتَه تقهَّلا)
(وتقهّل: مشى مشياً ضعيفاً، عن (القاموس)). وعلى هذا فالذي جاء في الهامش لم يظفر بالتدبّر كله.
٦ - التحكم في رفض رواية النصّ:
ص٢٤ س١٣، ١٤:(وأما قولهم: هذا شيء خَلَق، فهو مضمَّن معنيين (كذا): أحدهما يُشار به إلى أن مادته بالية، والآخر أن نهاية زمانه قريبة). وفي الأصل (سايلة) - فرفض الناشران الفاضلان رواية الأصل إذ وجدا فيها (تحريفاً وقلباً). هذا وكان يحسن بهما أن يتبينا مُفاد كلمة (السايل) من دواوين الفلسفة، وكلام التوحيدي في هذا الموطن يدخل في فنها. فالسايل في الفلسفة العربية من السيلان الذي هو (عبارة عن تدافُع الأجزاء. . .)((كشّاف اصطلاحات الفنون) كلمة (السيلان) و (السائل)). وفي (تهافت التهافت) لابن رشد مثلاً (بيروت ١٩٣٠ ص١٣٧، ١٤٠، ٥٧٢) يرد (السيلان) في سياق الكلام على الفناء، وتأتي صفة (سيْال) ضدّاً لصفة (ثابت). وقد جاء (السايل)(لا: السائل) في (كشاف اصطلاحات الفنون) من غير تفريق (واذكر قول المناطقة: (الألفاظ أعراض سيالة)). وعلى هذا فرواية الأصل صحيحة إذ يجري الحديث على الفناء في أسلوب فلاسفة العرب.
ص٢٥ س١٤:(كله من ديوان واحد وواد واحد وسبك واحد). وفي الأصل، بدلاً من (وواد): (وهو) - فرفض الناشران رواية الأصل إذ قالا (لا معنى لها)، وكأني بهما عدّا (هو) ضميراً منفصلاً لا اسماً مُعْرباً. ففي (لسان العرب) ج٢٠ ص٢٥١ س١٦: (هَوْ من الأرض: جانب منها). فالهَوْ إذن له معنى، ومعناه يفيد مُفاد الوادي وهو اللفظ الذي آثره الناشران بسلائقهما المُحدثَة على سلامتهما، ظناً منهما أن الهَوْ ليس في اللغة.
أذكر في لغتنا العامية:(الهِوْ)، وفصيحه: الهوة.
ذلك ما حقَّقتُه. ولعل الأستاذ أحمد أمين ينظر في سطور الكتاب على منهج قويم وهو به أدرى، فيستدرك عليه. فإني لا أشك - بعد الدكتور زكي مبارك - أنه لم يصرف إليه عند التحرير موفور هَمّه.