للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مبرداً ولكن في جو من غاز الكربون أعني ثاني اكسيد الكربون فيخرج بعد أشهر ثمانية صبيحاً لا يمكنك تمييزه من البيض الطازج، وتفصيل ذلك أن البيض المختار يوضع في خزانات مختومة في حجرة لا تزيد حرارتها على الصفر. ثم تفرغ الخزانات من الهواء وتملأ بغاز الكربون حتى يزيد ضغطه قليلاً على الضغط الجوي، وذلك خشية أن يكون في الخزانة ثقب غير منظور فيتسرب اليها منه الهواء. وغير هذا يجعلون على ظاهر الخزانات أنابيب للتبريد تجعل حوائطها أبرد من جوفها ليتكثف بخار الماء داخلها على تلك الحوائط. فلا يسقط على البيض، فأنه ان فعل ذلك اثر على قشر البيض بما يحتويه من غاز الكربون الذائب فخشنه وحببه. ويظهر من هذا الوصف أن النفقة لابد كبيرة، ولكنهم يقولونإن البيض المحفوظ بهذه الطريقة يباع في أشهر القلة بأثمان تزيد على النفقة زيادة مربحة.

كمرة تبلع:

ولكنها بالطبع صغيرة لكي تمر في الحلقوم فالمرئ ثم تستقر في المعدة فتصور ما فيها. وهي على شكل اسطوانه طولها بوصتان وقطر قاعدتها خمسة أثمان بوصة. وتتصل بها انبوبتان أحداهما لتوصيل التيار الكهربائي الى مصباح وامض تحمله الكمرة، والأنبوبة الأخرى لتحمل السلك المتصل بغطاء العدسة يفتحها ويغلقها وهي في جوف الانسان. استخدمت هذه الكمرة في لندن فلقطت ١٦ صورة من جدران المعدة في ٢٠ ثانية.

وهذا لا شك فتح جديد في تشخيص امراض المعدة، فاننا اذا عجزنا عن نزعها من الجسم كما تنزع اجزاء المكنات لفحصها واصلاحها بعدسة العين فلا أقل من أن نراها وهي في مكانها بعدسة الجماد. ومن عجائب ما تستخدم فيه الكمرات مما يتصل بالطب ما قرأته أخيراً عن مريض في البرازيل أصابه في عينه مرض أعجزّ الأطباء. وكان لابد من تشخيصه عاجلا والا فقد المنكود بصره. وفي وقت غاية في القصر صوروا عيني المريض وأبرقوا بالصور على اسلاك التلغراف الى برلين الى احد الأخصائيين، وما لبث هذا الأخصائي في فحصها وعاد فأبرق الى البرازيل بالداء والدواء وبهذا نجا المريض من ظلام ليل دائم

أحمد زكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>