يدرب بعض القردة على اللهو بها وقذفها على الناس ويوهمون العامة ان ذلك راجع الى سر الولاية الرفاعية فيهم، والحقيقة ان بعض هذه الحيات ليس ذات خطر مطلقاً كالدساس الذي يعتقد الناس ظلماً انه اشد انواعها خطراً، وكأنواع الارقام وكبعض الحيات الاخرى الخطرة المنزوعة الانياب، ولا يعرف غير الحاوي سر ذلك.
وقد حدث في المنيا في مايو سنة ١٩٣١ ان احد هؤلاء الحوّاة الرفاعية كان ينزع أسنان ناشر فأفلت من يده ولدغه فمات. وحية الناشر محفوظة الى الآن في المستشفى االاميري هناك
اما الطريقة التي يستخدمها هؤلاء الناس في امساك الحيات فانها ترجع اولاً الى الذعر الذي يعتري الحية عندما يفاجئها مفاجئ غريب فانها تقف بغتة بتأثير الحركات العكسية فيها، ثم الى خفة حركة الصياد في القبض على رقبة الحية، وفي تحريك عصاه، والى قوة تأثيره النفسي وشعرو الحية بهذه القوة كقوة التنويم المغناطيسي. والدليل الآتي يؤيد صحة هذه النظرية. وذلك أنه قد تقدم أحد الاشخاص وكان يخاف من الحيات فامسك دساساً فعضه، ثم تقدم آخر لا يخشاها ولا يخاف منها وأمسك الحية، فلم تحرك ساكناً وكلاهما لا يدين بمذهب الرفاعية.
وعلى ذلك لا يجوز أن تعزى قوة الحواة الى شيء من السحر أو الولاية، ولا أدل على ذلك من أن أهالي البرازيل وعمال حديقة الحيات الشهيرة عندهم يمسكون بأنواع الحيات، ومنها ذات الجرس المخيف دون أن يمسهم سوء، وهم ليسوا أتباعاً ولا ينتسبون للرفاعي.
وقد شاءت حكمة الله أن يسلط بعض المخلوقات الحية على بعض حتى لا تزدحم بها الأرض أو يطغى جنس منها على غيره من الأجناس، ولهذا نرى رحى الحرب دائرة بين هذه المخلوقات منذ نشات الدنيا فبينما نرى الطيور الجوارح وغيرها مسلطة على الحيات فلا تكاد تراها حتى تنقض عليها وتمزقها تمزيقاً فلا تحميها منها لدغاتها ولا سمومها، تجد هذه الحياة بدورها مسلطة على الضفادع والسحالي وصغار الطير والثديات، ولا ينجو من شرها الانسان نفسه، فكثيراً ما تعدو عليه وعلى أطفاله وعلى ما يربى من طيور وثديات نافعة كما تفعل الأرقام في مصر والبواء في الهند والبرازيل وهناك الحيات المائية الشرهة التي تفتك بالاسماك، ويكثر فتك أنواع من الحيات بالانسان فان للغريبة والناشر في الهند