الشرقيين الأمل في مشاهدة باريس وفيينا وبوخارست. . . وهذه القطعة من الخشب التي تعيبينها هي القاعدة التي أقامت المصورة عليها هذا الموضوع كله بما فيه من الفكرة والعاطفة والخيال بهذا الأسلوب الواضح المستقيم، والذي لا أظن أن غيرها يشاركها فيه إلا من كان مثلها منساقاً في فنه إلى طبيعته وفطرته. وهذه هي المرتبة العليا من مراتب الفن
- وما رأيك في (٣٨٩)؟
- هي غطاء لهذه الصورة الجريئة الحلوة، فالسيدة رايفون لم تشأ أن تعرض (٣٨٨) وحدها لئلا يفهم أن لها اتجاهاً نفسانياً خاصاً فجاءت بهذا (العيد) كما تسميه، وصورته فتاتين أسبانيتين بينهما شاب جميل المظهر حقاً، ولكنه كالدمية البلهاء، حتى إذا رأى الناس هذه الصورة رأوا فيها طهارة تجري مع التقاليد والعرف والآداب العامة، وتمحو أثر الصورة السابقة أو ما يمكن أن يكون لها من أثر، ولعلها جعلت (العيد) تالياً لصورة هذا الفتى تجيء بعدها في الترتيب لهذا الغرض نفسه، ولعلها أمسكت عن تسمية صورة الفتى بأي اسم من الأسماء تكتما أيضاً. . .
- وهل الفن عيب يتكتمه الناس؟
- ليس فيه من عيب، ولكن ناسا يخشون ما فيه من الحق وناساً يسيئون تفهم هذا الحق، وناساً يتخذون الحق سلاحاً يقتلون به الفنانين في نظر الجمهور قتلاً باطلاً وبهتاناً. . . على أي حال. . . إنك فتاة وتستطيعين عني أن تشيعي قبلة الإعجاب إلى صاحبة (٣٨٨). . .