الأموال، وهم لا يسمحون لك بأن تنشر إلا ما يتفق وأغراضهم. فأنا حر في أن أكون من الرأسماليين، وأخرج صحيفة خاصة بي إذا استطعت، وأنا حر كذلك في أن أنشر آرائي في كتاب خاص بي إذا وجدت الناشر، والناشر حر في أن يقبل أو يرفض نشر هذا الكتاب. وأنا حر في أن أصبح في شلالات نياجرا إذا لم تحد من حريتي قوة المياه المتدفقة. فالإنسان لا يكون محروماً من الحرية إلا إذا حرم القدرة لفعل كل ما يريد
فالحرية التي يزدهر نجمها في البلاد الديمقراطية هي حرية الروح، هي حرية الفرد في أن يفعل ما تؤهله له كفاياته وظروفه الشخصية إذا لم تصطدم وحقوق غيره ممن لهم الحق كذلك في الاستمتاع بحرياتهم، وتلك ليست بالحرية الكاملة. فالحرية الكاملة شيء لا وجود له. وكذلك نحن نحارب هتلر لأنه يزعم لنفسه الحرية التامة في أن يفعل كل ما يريد. فهذا نوع من الحرية ترى الحكومات الديمقراطية أن من واجبها أن تكافحه بكل ما لديها من قوة لأنه يتعارض وحرية الأمم المجاورة له
لقد عدنا إلى حياة الغابة اليوم، لآن هتلر يريد ذلك. أليس هذا نوعاً من الجنون؟ فإذا كان في العالم أمة تخضع لشخص واحد أو ليس من الجنون أن يبقى شبحه مهدداً للسلام
إن فكرة الحرب مقضي عليها إذا ارتفعت كلمة الشعب. فإذا كان الأمر على النقيض، وكان صوت الأوتقراطية هو المسموع فسوف لا يرتاح العالم من شر الحروب
إن طريق السلام عسير ولا شك، ولكنه واضح النهج بادئ المعالم، يراه كل بصير
لا هتلرية في أرض الوطن
(ملخصة عن (سبكتاتور، لندن))
لم يمر على البرلمان ولا على الصحافة وقت أصبحت فيه المهمة الموكولة إليهما في حاجة إلى عناية ويقظة كالوقت الذي نحن فيه. ومما لا شك فيه أن الديمقراطية لا تقدم على الحرب إلا إذا أفرغت كل ما لديها من الوسائل لاجتنابها. إذ الحرب وعلى الأخص الحرب العصرية - لا تخلو من خسارة موقوتة تقع على الديمقراطية نفسها. فالحكومة في هذه الظروف على ثقة من أن حالة الحرب ستبرر كل ما تطلبه من النفوذ الدكتاتوري، ومن ثم تعمل تحت تأثير هذا الشعور. فالحرية الشخصية يجب أن تحد إذا دعا الداعي إلى التعبئة،