- لقد جعل لبطلة الفيلم أخاً ولم يكن في القصة ما يوجب أن يكون للبطلة أخ. ولكنه لم يستطع أن يحبس ما يجيش في نفسه من الإلمام بأحوال الصبيان، فتنفس عن هذا الصبي الذي جعله أخاً للبطلة وعرضه في صورة من (السهتنة) والخبث المتظاهرين بمظهر البلاهة والبراءة. . . وليس هذا عجباً من فنان ينفر من النساء، ويحب الفتيات الصغيرات، ويستغرق في عشرته للرجال تأملاً ودراسة. . . أنها طبيعته وظروف حياته، ولو كان لي أن أقترح على هذا المخرج موضوعاً لفيلم جديد فإني أقترح عليه أن يسرع إلى موضوع تجري حوادثه في مدرسة للبنين ابتدائية، أو ثانوية. . . ولا يكون في هذا الفيلم امرأة على وجه الإطلاق، وإنما يكون فيه ناظر ومعلمون وتلاميذ وفراشون. . . ولن يستطيع أحد أن يعترض على هذا النوع فقد سبقتنا أمريكا إليه واستقبلته الجماهير بالارتياح والإعجاب، وقد برز من ممثليه سبنسر تراسي، وفريدي بارتولوميو، وميكي روني. . . كما برز من مؤلفيه مارك تواين. . .
- وهل تحسب كمالاً يوافقك؟. . .
- أنا لا أطلب منه أن يوافقني اليوم، ولكني أبشره بأن هذا النوع هو نوعه، ولا يبعد أن يقتنع بهذه الفكرة قريباً أو غير قريب فيخطو بالسينما المصرية هذه الخطوة الجديدة. . . وإني أحس أن في نفسه أن يصنع شيئاً جديداً. . .
- ولكن أين يجد المخرج الذي يريد هذا - الممثلين بين الأطفال والصبيان بينما أنت ترى أن في مصر أزمة ممثلين وممثلات. . .
- يا ما فيا لمدارس، ويا ما في الشوارع، ويا ما في البيوت! وإني واثق من أن كمالاً إذا بحث وجد. . فإن فيه القدرة على أن يجد. . .
- صديقك كمال أليس كذلك؟
- والله إني لم أراه ولم أعرفه. ولكني رأيته في فنه عيوبه قليلة، ومميزاته هي هذه التي ذكرناها وهي كما ترين جديرة بالاهتمام