الدين والدنيا معاً واستغنوا بها عن الحاجة إلى من سواهم
وأخيراً نود ان نشير إلى رأي أورده المستشرق كولو نلينو في كتابه (علم الفلك عند العرب في القرون الوسطى) يفسر فيه معنى هذه التسمية بالرجوع إلى عبارة وردت في اول باب (الحمامة المطوقة) من كليلة ودمنة. على اننا لدى رجوعنا إلى القطعة من الرسائل: ص ٥٣) لم يتبين لنا أن حادثة الحمامة المطوقة كما وردت في كتاب كليلة ودمنة هي أصل التسمية. وذلك أن أخوان الصفا كعادتهم في التمثيل لكل فكرة - قد أوردوا هذه القصة لبيان فائدة التعاون فحسب. بيد أنه قد يكون في غير الموقع الذي يشير اليه المؤلف من الرسائل ما يقوي هذا الرأي، ولكن المؤلف لا يشير الا إلى ما تقدم
هذا وقد قامت جميعة اخوان الصفا حوالي سنة ٣٧٣هـ. وكان مركزها العام مدينة البصرة وقد ذكر المؤرخون خمسة بالاسم من أعضاء هذه الجمعية وهم: ابو سليمان محمد بن مشعر البيستي ويعرف (بالمقدسي) وابو الحسن علي بن هارون الزنجاني وابو أحمد المهرجاني والعوفي وزيد بن رفاعة.
وكانت جماعة الأخوان تتالف من اربع طبقات: الطبقة الأولى وتتالف من الاحداث الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والثلاثين. ويفرض على افراد هذه الطبقة الطاعة التامة واسلاس القياد لرؤسائهم ومعلميهم. والطبقة الثانية تتراوح اعمار افرادها بين الثلاثين والاربعين. ويسمح لهؤلاء بالاطلاع على العلوم الدنيوية دون العلوم الدينية. ثم الطبقة الثالثة واعمار الداخليها تقع بين الاربعين والخمسين. وهؤلاء يسمح لهم بالاطلاع على شرائع العالم المقدسة، أما الطبقة الرابعة فأعضاؤها يكونون ممن اربت سنهم على الخمسين. ويسمح لهم في هذه الطبقة بالوقوف على سر الأشياء الصحيح والنفوذ إلى لباب المسائل كما يتسنى ذلك للملائكة. غير انه ليس لدينا ما يثبت ان اخوان الصفا راعوا هذه التقسمة مراعاة دقيقة، فلم يسمحوا لهذه الطبقات ان يتداخل بعضها ببعض
وقد اوجب القائمون بانشاء هذه الجمعية ان يكون لأخوان الصفا (حيث كانوا من البلاد مجلس خاص يجتمعون فيه في أوقات معلومة لا يداخلهم فيه غيرهم، يتذكرون فيه علومهم ويتحاورون اسرارهم، كذلك اوجبوا ان تكون مذاكراتهم - على قدر ما يستطيعون في علم النفس والحاس والمحسوس والنظر في الكتب الألهية والعلوم الرياضية وهي العدد