قذفتْنِي همةُ الأحرارِ في ذُلِّ العبيدِ
الصدَى، والجَدْبُ، والغرْبةُ، سجني وقيودي
مَزَّقتْ نَضرَةَ أيَّامِي بأنياب الخمودِ
فاذكري قلبي. . . فقد يَنضَر من ذِكراك عودي
أنا غُصنٌ يُفزِعُ الفجرَ بليْلٍ من رُكود
يتلقّى مَوْلدَ الشمسِ بأحزانٍ هجُود
لوْ بكيَ عُودٌ من الوَحشة في ذُلِّ الوُجود
لأَذابتْ شَخصِيَ الآلامُ. . . كالدَّمع البَديدِ
أنكرتْني الشمسُ والفجرُ ودُولاتُ العهودِ
فاذكري قلبي. . . فقد يَنضَر من ذِكراك عودي
أنا غصنٌ فارَقتْه الطَّيْرُ رَبَّاتُ العُقودِ
مُسكِراتُ الزَّهرِ والنَّوْرِ بألحانِ النشيدِ
نغَمٌ همْسٌ كهمسِ الغيثِ للرّوْض المجُودِ
وشبابٌ ضاحكُ النُّورِ بترْجيعٍ فَريدِ
وأنا. . . الحسرة والأنَّاتُ لحْنِي ونشِيدي
فاذكري قلبي. . . فقد يَنضَر من ذِكراك عودي
غُصُنٌ عارٍ. . .، وأغصانكِ في بُرْدٍ جديدِ
قد كساكِ الرِّيُّ والنَّعمةُ من وَشْيِ البُرُودِ
وتَحلَّى عُودُكِ الريَّانُ نُوَّارَ الخُدُودِ
فإذا النشوَةُ هزَّتكِ بأنفاسي. . . فمِيدي
وإذا غَنَّاكِ ساقِي الطَّيْرِ لحْني أو قصيدي
فاذكري قلبي. . . فقد يَنضَر من ذِكراك عودي
محمود محمد شاكر