الكبرى التي ذللها (بيران) وتلاميذه للقيام بهذه التجارب التي
استخدموا فيها جسيمات قطرها ١٠٢ من الميكرون وجسيمات
أخرى يختلف قطرها عن هذه. وثمة صعوبات في صوغ هذه
الجسيمات بطرق مختلفة ومواد مختلفة، وتتفادى الاستقصاء
في وصف الوسائل المختلفة التي عمد إليها هذا العالم في
قياس هذه الجسيمات، وسائل تمت إلى التطبيق
الهيدروديناميكي طوراً وإلى الطرق الطبيعية تارة أخرى،
وهي الوسائل العديدة التي صدرت عنها أطروحات جامعية
عديدة طالعنا بعضها وناقشنا البعض الآخر
ترى هل وجد (بيران) بعد ذلك المجهود وبدراسة هذه الجسيمات الحائرة أبداً ذلك التوزيع اللوغاريتمي الموجود في الغازات؟ وهل استطاع أن يعثر من دراسة هذا التوزيع فيما اختاره من جسيمات على عدد (أفوجادرو) ذاته الذي كان يتوقعه والذي كانت تدل عليه عمليات أخرى تختلف في طريقها وجوهرها عن موضوع (جان بيران) الحالي؟ هذا ما ندل عليه القارئ في مقال قادم حيث يقف على ما استنبطه بيران من ملاحظة مستمرة لهذا الجو الجديد الذي ابتدعه وصنعه لنفسه، هذا الجو الجديد ذو الجزيئات الكبيرة يختلف جد الاختلاف عن الجو الذي نعيش فيه، ففيه تمثل أهرام الجيزة مثلاً مقداراً أقل من الواحد على ألف من المليمتر
وسيرى القارئ كيف أوصلنا عمل (بيران) المضني إلى شيء جدي في الوجود وكيف طلع علينا هذا العالم بأسطورة خالدة من قصص الكون وكيف اقتنع كغيره أن المادة وسط منفصل غير متصل وأنها مكونة من ذرات تحمل في طياتها إلكتروناتها الأبدية وكيف وثق أن للذرة قدراً وللإلكترون قدراً لا يتجزأ وأن هذه وحدات في الكون تُعد من خصائصه كما