للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والملاذ غير المشروعة، ويسرفون، وتكون عاقبتهم الجنون. فعدم التناسب بين الذكاء وبين العمل الذي يقوم به الفرد قد يقود لا إلى فساد الأخلاق فحسب بل إلى الأمراض العصبية والجنون.

أنفق البروفسور سرل برت، رئيس معمل علم النفس وأستاذ المادة بجامعة كوليدج في لندن، ست سنوات يفحص فيها سيكولوجيا الأطفال ويقيس ذكاءهم. وقد قاس ذكاء ما يزيد على مائة ممن تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وخمس عشرة، وكان هؤلاء الأطفال يمثلون كل أنواع البيئات المختلفة في لندن، وقد أرسلوا إليه لارتكابهم بعض الذنوب الاجتماعية كسرقة بخس الأشياء، وكالشحاذة والاعتداء على المارة أو على زملائهم بقذف الأحجار، وكإتلاف مال الغير، والسقوط الجنسي، وخروجهم عن طاعة آبائهم. وقد وجد أن متوسط العمر الزمني لهؤلاء الأطفال المتمردين هو ١٣. ٢ بينما كان متوسط عمرهم العقلي هو ١١. ٣. وقد استنبط من هذه النتيجة (أن الأطفال المتمردين ينقص عمرهم العقلي عن عمرهم الزمني بنحو سنتين) ثم استنبط - بعد دراسة وإحصاء - أن (٧ % من هؤلاء الأطفال ضعاف العقول أو ناقصوها) هذا وإذا علمنا أن نسبة ضعاف العقول بين جميع السكان - كما ثبت نظرياً - هي ٢ % اتضح لنا مقدار زيادة ضعاف العقول من الأطفال المجرمين والمتمردين. ويقول الأستاذ برت أيضاً: (ولا يتعارض الذكاء الفائق مع التمرد، ولكن المشاهدة تدل على أن وجوده بأية درجة بين المتمردين يعد نادراً)

ويرى الأستاذ في كتابه (الطفل المتمرد) أنه من الضروري أن ندرس الطفل المتمرد لا من ناحية ذكائه وضعفه العقلي فقط، بل يجب أن تدرس بيئته ولا سيما المنزلية، لأن حال الأسرة الوجدانية المضطربة، وإهمال الطفل وترك حبله على غاربه، كل هذا له من الأثر ما لضعف العقل في إيجاد روح التمرد والإجرام عند الطفل. والفتاة البالغة التي لا تجد في المنزل إلا شقاء وسوء معاملة تسرع إلى هاوية الفساد، وبخاصة لأن ضعف عقلها يعرقل نجاحها في الحياة الاقتصادية والعملية والاجتماعية فلا تعرف كيف تحل معضلاتها، وتخلص من شقاء المنزل بطريق تضمن لها الحياة وشرف العرض.

وقد أجرى الأستاذ لويس ترمان بعض التجارب لمعرفة العلاقة بين الذكاء والخلق وقارن بين مجموعة من الأطفال ذوي ذكاء مختلف الدرجات تبلغ ٥٣٣ ومجموعة أخرى مساوية

<<  <  ج:
ص:  >  >>